مَنْ يَسلَمُ من (الكُفر).!
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]محمد معروف الشيباني[/COLOR][/ALIGN]
كُفر كلِ نعمةٍ استخدامُها في معصية واهبِها. يَستوي بذاك الأفراد والجماعات والدول.
يَمنحكَ الله نعمةَ المالِ الوفير. ويأمرك بالأمر بالمعروف والنهيِ عن المنكر. فإنْ وظّفْتَه في عكسهِما، النهيِ عن العفاف و الستر والاحتشام والأمرِ بإشاعة الفاحشة والسفورِ والفجور كنتَ جاحداً لنعمة ِ المالِ وواهبِها.
يَمنحكَ النفوذ والسلطان. ويأمركَ بالعدل و الإصلاح. فإنْ وظّفْتَهما في العكس، الظلمِ ظاهره وباطنه والإفسادِ ماليّه وقِيَمِه وأخلاقِه، كنتَ مفرطاً بتلك النعمة وواهبها.
يمنحكَ الذرية والعلم. ويأمركَ بحسنِ التربية ديناً وخُلُقاً وتَمامِ العلمِ لرفعة الدنيا والآخرة. فإنْ أضعتَ الذريّةَ بلا تقويم، وازدريت علومَ الشرع فاعتبرتَها عائقاً وتَحجُّراً، كنتَ مضيّعاً لرعيتكَ مفسداً لعلمِكَ.. بعِلمِكَ.
فلا تكونوا (كُفاراً). ليس بمعنى الخروج من المِلّةِ.. بل جحودِ النعمةِ وتَضييعِ خيرِها وإهمالِ مُنعمِها. لأنا في زمان شُيوعِ ذلك الكُفر وتَزيينِه بالمنمّقِ من الأسماء لِيَعلو شأنه، وهو واقعياً مرساةٌ ثقيلةٌ، لا إلى شطِ النجاةِ بل إلى سحيقِ الدركات.. دركاتِ الضلال دنيا والعذابِ آخرةً.
Twitter:@mmshibani
التصنيف: