[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]بروفسور الشريف حمدان بن راجح المهدي ٭[/COLOR][/ALIGN]

المعاني العظيمة التي اتى بها الاسلام للبشرية لم تكن الا لعزها ومصلحتها واستمرار حياتها في امن وسلام، هي ليست للانسان بل لجميع المخلوقات والحيوان في شرعة سيد البشر وفخر ربيعة ومضر صلوات الله وسلامه عليه وآله، مصان حقه ومحفوظة سلامته – لكن ما حدث في المدينة المنورة وبعد استطلاع ميداني يقول المدينة المنورة غير – الله اكبر هذه السيدة الطيبة والمدينة المباركة يكون فيها هذا ودولة العلم والايمان التي ما قامت الا لنصرة الحق وحماية الدين والدعوة اليه والعمل الدؤوب المخلص الصادق لهذه الامة فرادى وجماعات في نطاق حكمها وخارجه حتى الملل الاخرى ما بخلت دولتنا الناهضة على احد منهم وها هي الكوارث الكونية المتتالية تجد هذه الدولة في مقدمة من يجيب بالمال والمعدات وحاجات الانسان وكلها حتى احتلت ما احتلته من مكانة عالمية بحبها هذا للخير وفعله والعمل على خدمة البشرية وسلامها .
وفي المدينة المنورة وما حل بها من مأساة بيئية لم اقف على مثلها في تاريخ هذه البلدة وانا اعيد كتابته للامة راصداً امجادها والله اسأل ان يبلغني ما اردت لوطني من خير .
بيئية لان اختلالاً حدث ليس له مثيل في بلادنا وهو نفاد الابقار بل القضاء عليها بحجة المرض .
ذكر لي فيمن التقيت بهم من اصحاب الابقار ما مفاده كما يقول المثل : \” ذهب الطائع مع العاصي \” ان المرض الذي حل ببعض الابقار لم يكن بالامر الذي يؤدي الى هذا الاجراء من القضاء على هذه الثروة الوطنية بهذا الشكل .
الفأس وقع على الرأس كما يقول المثل لكن هؤلاء من لهم اصحاب الابقار ومن يلوذ بهم ويعولون ومن اقرضهم ومن استأجروا منهم محلاتهم هذه النكبة ليست مقتصرة على بائعي الالبان في المدينة بل لحق بهم كل اهلنا في المدينة – المواطن الذي لا يرغب الا في الحليب الطازج اليومي ومنهم المريض والسقيم وذو الحاجة واسر هؤلاء اللبانة الذين كانوا يعتمدون على هذا الدخل فقط اصبحوا متسولين ،فأين وزارة الشؤون الاجتماعية هل فكرت فيهم؟ هل تابعت احوالهم؟ هل قدمت تقريرا صادقا وامينا لولي امرنا عنهم؟ هل وهل وهل وزارة الزراعة هي الخصم لكن اليس فيها رجل رشيد يقشعر جلده من الظلم ويرجف قلبه من عواقبه؟ .
يا من حملهم المولى المسؤولية عن الوطن وأهله لا يريد مواطنوكم اللبانة ومالكو الابقار الموؤدة الا التحقيق العادل والحكم المنصف فقد ذاقوا مرارة الحاجة والفاقة والعوز طول ثلثي العام بل تسعة اشهر بشعبان وها هو رمضان تبدلت احوالهم ففي نفس الوقت من العام المنصرم كانوا بخير وعافية والآن يبحثون عن اصحاب القلوب الرحيمة والقرارات العادلة ليقف الوطن بجميع مؤسساته على الكارثة التي حلت بهم وينصفهم ويحاسب من وأد الأبقار بحجة المرض .
إن الأمر جلل والوضع لهذه الاسر مخيف جداً وفي حرم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الذي اوصى بجيرانه خيراً وتوعد من اراد بهم سوءا بالنغمة من رب قادر عادل – وانني على ثقة ان القلوب التي تخشع لعظمة الله وتخاف من عواقب الظلم فستتحرك عاجلاً والى الله المشتكى وعاش الوطن قوياً متحاباً كما اراد الله له ولاهله .

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *