من المحبرة .. دعوها تنمو لا تقتلعوها

• علي محمد الحسون

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]علي محمد الحسون[/COLOR][/ALIGN]

** حزنت جداً وأنا أتابع ما نشر في بعض الصحف عن الاعتزام على \”قلع\” ما يقارب سبعة آلاف شجرة مزروعة في \”عرفات\” منذ 25 عاماً وسبب \”حزني\” أن هذه \”الأشجار\” الوارفة الظلال التي يجد تحت ظلها الحاج مكاناً يرتاح فيه ناهيك لما تعكسه من أجواء لطيفة في أيام الصيف الحارقة والتي ترافقها تلك الرشات من المياه لتحيل ذلك اللهيب الى نسيم جميل لا إقول عليل، ولما تعكسه تلك الاشجار من جمال مريح للعين وتحفيزاً للاستمتاع بتلك الكثافة الخضراء، إن زرع شجرة هو في حد ذاته عمل جليل لا يمكن مقارنته بإزالة شجرة لأي غرض كان.
يقال إن سبب \”قطع\” تلك الأشجار لكونها تقع في مسار مجرى السيل المزمع عمله ولا أعرف منذ أن عرفت \”عرفات\” أن سيلاً قد مر بها لكن قد نفترض له وحتى لو تمت فرضية جريانه 1% لكن ألا يوجد مسار آخر لعمل مجرى للسيل بعيداً عن المساس بمسار هذه الأشجار؟ أعتقد أن ذلك في الإمكان حتى بدون المرور بعرفات أصلاً ،فتحويل مجرى السيول ممكن فوسائل المنع هندسياً كثيرة ومتوفرة ويمكن تنفيذها، إن اقتلاع شجرة بعد نموها أمر غاية في الصعوبة على النفس فلابد من المحافظة عليها وذلك برعايتها والحدب عليها لا اقتلاعها هكذا.
إن مشروع تشجير \”عرفات\” هو مشروع حضاري وإنساني غاية في الحضارة والإنسانية بما يوفره من فوائد عظيمة لذلك الحاج الذي تصهره الشمس المحرقة في ذلك اليوم العظيم فيجد تحت ظلال تلك الأشجار راحته ويلامسه رذاذ تلك المياه فتنعشه وتجعله أكثر قبولا وارتياحا،ً عليكم أن تستعرضوا ذلك المشهد المهيب بتلك الخيام البيضاء وتخترقها الباسقات، فاصرفوا النظر عن اقتلاعها لصالح الحاج واجعلوها تنمو وتتواصل في النمو.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *