من المحبرة .. اياك من مكان تقوم منه
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]علي محمد الحسون[/COLOR][/ALIGN]
في خطوات متئدة.. واثقة.. وبصدر مرتفع.. وبشموخ ظاهر.. قطع المسافة من باب الصالون الطويل.. الكبير وأعين الجالسين على طرفي الصالون.. تتابع خطواته.. في صمت.. كانت رائحة \”دخن العود\” تفوح مع تحرك \”عباءته\” المكوية بعناية شديدة الاتقان.. ومن غترته المنشاة ناصعة البياض وحذائه الاسود \”اللميع\” اخذ مكانه في صدر المكان.. راح يراقب الآخرين من خلف نظراته الذهبية.. والجالسون في \”الصالون\” اخذ كل واحد منهم يتهامس مع من هو بجانبه.. متسائلاً من يكون هذا؟
تعددت الاجابات وتباينت \”التخرصات\” وابتلع كل واحد \”لسانه\” وهم يتابعون تلك الشخصية المبهرة في شكلها. وكينونتها الغامضة وان ذهبت بهم الظنون مذاهب شتى.. احد المتابعين لكل ذلك قال لصديقه الذي لا يريد ان يهدأ حتى يعرف من يكون هذا.. أخي لا تشغل نفسك فالامر ابسط من ذلك بكثير فسوف نعرف الآن.
بعد لحظات بدأ المجلس يستقبل مرتاديه من كبار القوم وعليتهم ومع دخول كل شخصية يتحرك.. اخونا.. من مكانه تاركه لآخر وما هي الا دقائق ليجد نفسه عند مدخل الصالون وبدأت العيون تنصرف عنه واصبح البحث عن اجابة على من هو.. لا قيمة لها..
هذا السلوك من بعض الناس كثيرا ما يتكرر.. فهناك اناس لا يعرفون اين يضعون انفسهم فيعرضونها للإحراج ولسخرية الآخرين بهذا الاسلوب المقيت.
رحم الله امي تلك \”الحكيمة\” التي لم تتخرج حتى من كتاب الخوجه أم السعد \”الله يرحمها\” كانت تقول لي دائماً:
يا وليدي اياك ان تجلس في مكان وتقوم منه.
هذه الحكمة كانت وستظل إن شاء الله نصب عيني فاجعلوها انتم كذلك.
التصنيف: