من المحبرة .. أصوات الغربان

• علي محمد الحسون

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]علي محمد الحسون[/COLOR][/ALIGN]

جدة في هذا الصباح الباكر مدينة يغطيها الضباب الذي أعطاها \” غلالة \” شفافة ..كندف الثلج، لازالت حركة السيارات رغم وجودها فهي متناثرة ..بدت لي كعروس في صباحية \” عرسها \” تطرد النوم من عينيها ..اللتين لم تشبعا \” نوماً \” وهذا البحر يتلاطم على صخور شاطئه ..كأنه يريد أن يطرد النوم من عيون \” السهارى \” على شاطئه .
لا أعرف لماذا شعرت بحالة اكتئاب عند سماعي لهذه الأصوات المزعجة التي كانت \” تحوم \” في الفضاء الفضي الذي يلتقي بزرقة البحر ..لقد كانت أمواج من \” الغربان \” تتلاحق في أشكال \” مقززة \” وهي في تحركاتها المريبة تطلق تلك الأصوات ..
كانت لزوجة \” الرطوبة \” على رمال الشاطئ تعطيك إحساساً \” ببرودة \” الأرض قبل أن تستقبل أشعة الشمس ..التي بدت حمرتها المشرقية تلوح في الأفق البعيد ..
قلت لرفيقي : عليك أن تغادر هذا المكان بعد أن احتلته هذه الطيور الشرسة وقبل أن \” تنهش \” منك شيئاً .
ضرب بيده على صدره وهو يقول : تخيل كيف نهرب مع أول مواجهة مع هذه الطيور ..
لم أرد عليه ..كان في الأفق البعيد مركب وشراع سابح في أليم ، ذكرني بجندول علي محمود طه لولا صوت الغربان .

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *