ملتقى الباحة ممهور بالتميّز

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]عبد الناصر الكرت [/COLOR][/ALIGN]

وفي الموعد المحدد تمت إقامة ملتقى الباحة للإعلام والتنمية في أجواء حالمة على قمم جبال السّراة , حيث يدنو السحاب ليصافح وجوه العاشقين لعروس الجزيرة الذين قدموا إليها من جميع مناطق المملكة يحملهم الحب للمشاركة والاستمتاع بالطبيعة والأجواء , والذين سعدت المنطقة باستقبالهم والترحيب بهم.والواقع أن الملتقى في نسخته الأولى حقق نجاحاً باهراً بشهادة المسؤولين وجميع المشاركين .. من خلال أوراق العمل التي أعدّت والورش التي نفذّت وكذلك القضايا المثارة والطروحات المقدمة كونها تتصل بالتنمية وتشكيل الوعي الاجتماعي . وأيضا الأسماء القوية المشاركة من بعض جهات الاختصاص وفي مقدمتهم سمو أمير منطقة الباحة الأمير مشاري بن سعود الذي يجيّر له هذا النجاح تخطيطاً ودعماً وتوجيهاً ومتابعة ,وأيضاً من واقع مشاركته الفاعلة في الجلسة الرئيسة وحديثه الواعي والمنطقي عن أهمية الإعلام كشريك مهم في عملية التنمية الشاملة , كإعلام ناقد وبناء , يعتمد على الحقيقة , ويقف على الحياد بعيداً عن الدّعاية وتزييف الحقائق .. باعتباره وسيلة حضارية لكشف الواقع وتحريك الرّاكد فيما يختص بجوانب التنمية لإظهار منجزاتها ونقد سلبياتها.
وكان الأمير مشاري موضوعياً في تناوله لشأن منطقة الباحة بمزاياها الطبيعية الجميلة ومقوماتها الرائعة , مبيناً أن مجهودات الدولة طيبة لكنها ليست كافية حسب التطلّع . واعتبرها مظلومة إعلامياً ! وكأنه يشير إلى أنه لم يتم كشف جمال الباحة الحقيقي والتعريف بالمخزون العظيم الذي تضمه بين جنباتها في تهامة والسراة . مستحثاً رجال الأعمال في المقام الأول للتفاعل وتقديم الدور المرغوب منهم والمفيد لهم كذلك . لقناعته باستحقاقها لما هو أفضل في قادم الأيام , لاسيما وأن المنطقة ناهضة بصورة طيبة , خاصة مع وجود الجامعة بكلياتها المتعددة وتخصصاتها المختلفة , وكذلك ثراءها البيئي والتراثي – المادي والأدبي – وكان حديث سمو رئيس الهيئة العليا للسياحة الأمير سلطان بن سلمان من بعده في تلك الجلسة يتجه في ذات السياق , يحمل بشائر سارّة للمنطقة، إذ ينظر إلى المواقع التراثية بأنها بمثابة آبار نفط قادمة منوّهاً بما تحمله قرية ذي عين من دلالات تراثية وجمالية عالية المستوى وما تحقق لها بتعاون أهل القرية كمنتج سياحي راق , يشد إليها الأنظار . ممتدحاً جهود أبناء المنطقة الذين اعتبرهم متميزين فيما يقدمون للوطن الغالي واعداً بكثير من الأمور الجيدة التي ستخدم السياحة في المنطقة وغيرها من مناطق المملكة.
وقد تناولت بقية أوراق العمل المعروضة في ملتقى الباحة موضوعات مهمة تتعلق بدور الإعلام في الحفاظ على الأمن الوطني وتنمية الوعي الاجتماعي وأثر البرامج في التنمية وما يتصل بالسياسة الإعلامية التي يعكف على تحديثها عدد من المختصين , وغيرها من الموضوعات المهمة والتي قادت إلى مجموعة من التوصيات الهادفة لخدمة الإعلام والتنمية في المملكة.ورغم أن هذا الملتقى ينظم لأول مرة فإنه كان ممهوراً بالتميز , مما يستدعي تقديم الشكر والتقدير لسمو أمير المنطقة الذي يقف خلف كل عمل جميل , ولسعادة وكيل إمارة المنطقة الدكتور حامد الشمري المشرف العام على الملتقى وللأستاذين الكريمين محمد آل ناجم أمين عام الملتقى وعبد الرحمن مهدي مدير الشؤون الفنية على الجهود الكبيرة التي حققت هذا النجاح.