[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]سلمان بن محمد العُمري [/COLOR][/ALIGN]

الأرقام الخاصة بحالات الطلاق في المجتمع السعودي التي تقدر بما يقرب من 15 % من الذين يتزوجون سنوياً ، تضعنا أمام معاناة عشرات الآلاف من النساء المطلقات ، ولا أظن أن هناك عائلة واحدة الآن تخلو من امرأة مطلقة على أقل تقدير ، بل إن هناك بيوتاً يعيش فيها أكثر من امرأة مطلقة .
وإذا كان ارتفاع معدلات الطلاق في بلادنا يكشف عن وجود خلل ما في نسق التفكير لدى الأزواج والزوجات على حد سواء ، وعدم قدرة كل من الزوج والزوجة على استيعاب ماتعنيه الحياة الزوجية من مسؤولية في إطار من الحقوق والواجبات المتبادلة ، وقبل ذلك احترام وتقدير لمؤسسة الزواج وهي الأسرة وغيرها من الأسباب الذي أفاض علماء الاجتماع والنفس في رصدها وتحليلها واقتراح علاجات لها ، إلا أنني أتوقف هنا عند مابعد الطلاق ، فالرجل في أغلب الأحيان سوف يبحث عن زوجة أخرى وتستمر حياته ، أما المرأة المطلقة فحالها مختلف ، حيث يرى أهلها أنها أشبه بعورة يجب سترها أو أنها مصدر للخجل يجب مواراته ، وفي كثير من الأحيان يحملها أهلها مسؤولية طلاقها بدعوى أنها لم تستطع الحفاظ على بيتها وزوجها ، وقد يكون هذا صحيحا بالنسبة لبعض النساء لكن لايمكن تعميمه على المطلقات جميعاً !!
وعلى الرغم من كل هذه المعاناة نجد بعض الأسر التي لديها بنات مطلقات ، تسارع إلى تزويجهن بأول من يتقدم إليهن ، بدافع أن فرص زواج المطلقات قليلة ونادراً مايتكرر ، ولاضير في ذلك إذا كان الزوج مناسباً ، والزواج متكافئاً ، لكن الضرر كل الضرر أن يكون هذا الزواج لمجرد تخليص هذه المرأة من لقب (مطلقة) ، ففي مثل هذه الحالة ، ربما تجد نفسها مطلقة مرة أخرى لتتضاعف معاناتها ، ويتضاعف أيضاً حجم التجني عليها ، ولا تعفي المطلقة نفسها من هذه النظرة لانهزامها واستسلامها وضعف ثقتها بنفسها ، فكم من مطلقات استطاعت أن تحظى بتسابق الرجال عليها بعد طلاقها والأمثلة كثيرة .
alomari 1420 @ yahoo . com

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *