مستشفى الملك فهد يا معالي الوزير (2/2)

• صالح المعيض

صالح المعيض

تطرقنا في الاسبوع الماضي إلى ما تعرض له المريض عبدالرحمن ذو الظروف الخاصة بطوارئ مستشفى الملك بجدة والذي نقل بعد رفض مستشفى الملك فهد علاجه إلى مستشفى خاص ولا زال حتى كتابة هذه المقالة بالعناية المركزة .
طبعا شخصياً أدرك وبقناعة تامة أنه لن يتم اتخاذ أي إجراء من قبل الشؤون الصحة بمنطقة مكة والمثل يقول (أهل مكة ادرى بشعابها) حيث تلتزم الصمت دوماً أمام الكوارث والمهازل الكبرى، لأنها تدرك أن المسألة مغيبة والشواهد كثيرة، لذلك حرصنا على وضع الأمر بين يدي معالي وزير الصحة الدكتور / عبدالله عبدالعزيز الربيعة لعل يكون هنالك بصيص أمل بتدارك ما يمكن تداركه لتحسين الخدمة في ظل توفر كافة الإمكانيات، والتي يظهر أن بوصلة ما نودي به (المريض اولاً) قد تاهت الطريق وكانت مجرد شعارات لا تلامس الواقع وخير شاهد جهاز غسيل الكلى القاتل الذي اكتشف أنه وخلال سنوات عدة يقتل ولا يعالج بمستشفى الملك فهد بالمدينة المنورة.
عموماً ننتظر ماذا ستكشفه الايام ونكمل الحديث اليوم لتناول جانب مهم في إدارة مستشفى الملك فهد بجدة مؤكدين أن ما نطرحه لا يمت للأشخاص بصلة، فمدير المستشفى الحالي يعتبر بكل حق من خيرة الاطباء خلقاً وتعاملاً وإتقاناً في تخصصه وكنت شاهداً على ذلك اثناء عمله بمستشفى الحرس الوطني بجدة، لكنه هنا تسلم إرثاً إدارياً مكث سبع سنوات عجاف يراوح مكانه وفق قاعدة (أنا وبعدي الطوفان) لذلك يصعب على إدارة الشؤون الصحية بمكة عامة وجدة خاصة التطوير المواكب، لأنها ترى من منظور قاصر أن ذلك يدخلها في مشاكل إدارية لا قدرة لها بها، ففضلت بقاء الحال على ماهو عليه لذلك قتلت في أي إداري يتولى إدارة هذا المستشفى أية رغبة في التطوير، ولعل الإدارة السابقة لم تستمر طويلاً لذات السبب، لأنه اصبح لدى بعض المديرين قناعة بأن مهمته تخدير المشاكل لا حلها وأن يكون دوره وفق التوجيه لذلك من الصعب على أي مدير تحديد مسار التطوير والعمل على تحقيقه لأنه سيجابه بالعديد من المشاكل التي سيكون هو في الاخير (كبش فداء لها) هذه حقيقة سبق أن اشرت اليها أكثر من مرة، ولعل قاصمة الظهر من نتائجها هو عدم التنسيق بين الاقسام في المستشفى، فقسم الطوارئ من الصعب أن يطلب استشارة أي استشاري (ما) وتتحقق ذلك في ساعة أو حتى سويعات كما حدث لعبدالرحمن، أما إذا كتب للمريض دخول المستشفى فإن طلب استشارة أي طبيب تحتاج إلى المرور بأنفاق معتمة، فتجد استشاري الباطنة مثلاً من الصعب أن يسجل في ملف المريض طلب استشاري قسم الجراحة او العظام او … حيث يبقى ذلك مشافهة بل أحياناً يطلب من المريض أو مرافقيه القيام بتلك المهمة، وحتى لو طلب فيوم او يومان او ثلاثة ليأتي الطبيب ويعتذر بحجة عدم تجاوب القسم وأن عليه الخروج ومراجعة العيادات الخارجية، والحديث في هذا الجانب يطول مع أننا اشبعناه طرحاً لكن ولا حياة لمن تنادي . ومثل هذه الجزئية كان من الممكن وبكل سهولة إيجاد خاصية في الحاسب الآلي تحدد الساعة والدقيقة والاستشاري المطلوب وعندها سنحد من هذه الإشكالية التي كانت السبب الرئيسي في عدم إكمال علاج المرضى أو بمعنى آخر (أخذ حقوقهم كاملة دون نقصان) سيما مع توفر كافة الإمكانيات الفنية والبشرية التي اصبح وجودها كعدمها للعجز الإداري المشار إليه والذي اكرر ليس مرده أشخاص المدراء بقدر ماهو تعقيدات إدارية من الشؤون الصحية، يدفع في الأخير ضريبتها المرضى الذين كما اشرت في مقالة سابقة أن عليهم البحث (عن الوسيط قبل الطبيب) وها هي عائلة عبدالرحمن ذي الظروف الخاصة دفعت الضريبة قاسية ومريرة دون أن يبدو في الأفق أي بوادر ولو حتى الاعتذار على مضض، وما عبدالرحمن إلا واحد ممن تكون ظروفه تزداد تعقيداً أمام من كان صميم عملهم العمل على تخفيف معاناته وعليه وعلى امثاله انتظار ما هو اقسى وأمر ما لم يصحح مسار كثير من الإدارات في المديريات العامة للشؤون الصحية ليواكبوا متطلبات مهامهم للرقي بالعمل بتوجيهات ولاة الأمر حفظهم الله هذا وبالله التوفي ـ
جدة ص ب ـ 8894 – فاكس 6917993

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *