مرارة الإهمال
[COLOR=blue][ALIGN=LEFT]نقيب/مصلح زويد العتيبي[/ALIGN][/COLOR]
الاهمال احد اكثر اسباب الحوادث انتشاراً وتكراراً، وحوادث الاهمال تقع في لحظات غفلة عارمة فتكون أشد وقعاً على القلوب، لانها تحول اجواء الفرح الى حزن وضحكات السرور الى دموع ألم وحسرة.
فبعد ان تخرج الأسرة من بينها في الصباح سعيدة في نزهة تعود إليه في المساء حزينة وقد فقدت أحد افرادها، وهذه الحالة كثيراً ما تتكرر وللاسف الشديد.
ففي غمرة السعادة والاستمتاع بجمال البحر وجاذبيته غفلت الاسرة عن احد الاطفال فالتقمه البحر كعادته في التقام ضحاياه.
هذه احدى الصور وغيرها كثير لا يخفى، بطلها الهمام الذي لا يشق له غبار هو الاهمال وضحيتها أرواح بريئة وزهور يانعة جميلة هم فلذات الاكباد ان لم يكونوا هم الاكباد.
وكيف لا يكون ذلك ومن وكل الله اليه العناية بهؤلاء الاطفال كان اهماله سبباً في فقدهم.
لا يشك مسلم ان مقادير الله تجري على عباده شاء من شاء وأبى من أبى وكذلك لا نشك ان الله لا يقضي شرّاً محضاً.
لكن الله سبحانه وتعالى أمرنا ببذل الاسباب ونهانا عن إلقاء الأنفس في غيابات الأقدار.
قال تعالى: \”ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة\”.
وقال صلى الله عليه وسلم: \”اعقلها وتوكل\”.
إن كان من حق اولادنا علينا ان نجعل لهم وقتاً للمتعة والتنزه فمن حقهم علينا توفير أقصى درجات الحماية لهم بإذن الله وحسب استطاعتنا.
فعند الخروج من المنزل نذكرهم بدعاء الخروج، وعند النزول في منزل نذكرهم بدعاء النزول ونعودهم على ذلك حتى إذا ما نسينا او شغلنا ذكرونا.
وبعد الوصول الى المكان الذي نريد ما المانع أن يأخذ الأب جولة على المكان ليحدد مواطن الخطر فيحذر الصغار منها ويراقب عدم وصولهم اليها.
وفي البيت نبين لهم مخاطر الغاز والكهرباء والآلات الحادة. بل في كل مكان يذهب اولادنا إليه علينا أن نبين لهم المخاطر الموجودة في هذا الموقع وطرق السلامة التي نستخدمها فيه.
وليس المقصود ان نعطي ابناءنا محاضرات طويلة تسلبهم المتعة وتجلب لهم الرهبة من كل ما حولهم، لا، بل دقائق يسيرة في اتباع قواعد السلامة تقينا بإذن الله من الآلام والحسرات وتقي اولادنا وفلذات أكبادنا من الحوادث والأخطار.
التصنيف: