مجتمع في قلب فتاة الخبر

Avatar

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]خالد الوحيمد [/COLOR][/ALIGN]

ليس من السهل القتل أو التعزير لمن خرج عن دينه دون معرفة الأسباب والتأكد من ذلك ، حتى لو أدركنا الأسباب لا بد من التأني ودراسة إن كان المعتنق بدينٍ جديد تستوجب قتله أم لا وخاصة في قضية الفرد ، فقد أعطى الإسلام حرية المعتقد وذلك بقوله تعالى ( لا إكراه بالدين ).
استوقفني نبأ تنصير فتاة سعودية خرجت من رحم الإسلام وهذا أمر غير بسيط بل صدمة لدعاة الإسلام الذين يجاهدون لإسلام أعداد غفيرة في دخول ديننا القويم. ومما استوقفني نظرة المجتمع لهذا الحدث وبل تضخيمه فهذا المجتمع المكرس بالجهل لا يستحق هذه التقنية العظيمة فقد استخدمها للشتيمة وبل لأقبح الكلمات سواء لهذه الفتاة أو لغيرها ، فقد تنصرت وقضي الأمر ولا داعي لحمل ذنبها ، والأمر الآخر وما يدريكم لعلها تتزكى بعد أن يتبين لها مفارقات دينها القديم من دينها الجديد لترجع تائبة نادمة وعابدة أكثر مما مضى ، حتى اتضح فيما بعد أن هناك اشتباها في الأمر.
ونوضح هنا أن قضية الأديان تتشابه بالعقائد خاصة السماوية منها وهي وحدة الرب ، والإيمان بنبي لكل منها . حيث هذا ما دعا إليه خادم الحرمين الشريفين في تأسيس مركز لأتباع الأديان والثقافات في مدريد حيث نظرته كانت ثاقبة بأن هناك أمرا يجمع الأديان في كلمة الله الخالق والإنسان الذي يسعى لأخيه الإنسان فجميعها ارتباطات مرصوصة كالبنيان، ولا نريد تضخيم أين كان من هذا أو ذاك ولا حتى تصريح من أية مؤسسة دعوية أو دينية حول قضية الفتاة أو غيرها ، فبعض وسائل الإعلام الخارجية تحاول الصيد بالماء العكر في تلويث مساعي حكومتنا الرشيدة ببسط السلام العالمي ، بل هناك أطراف تسعى لفشل مركز الملك عبدالله للحوار بين أتباع الديانات والثقافات عن طريق أيدٍ خفية متشددة لتحقق مآربها سواء من الداخل أو الخارج ، مما يجني من صراع حضارات سببها الرئيس هو الغلو في الدين والتعصب له بغير بينة أو شفافية في التحكيم .
هذا الصراع لو أثمر وعاد من جديد لنتج لنا ثمرة فاسقة في سفك الدماء بل الخروج من الإطار القويم كما خرجت هذه الفتاة أو غيرها بسبب التشدد في غير اتزان سواء من أسرتها أو مجتمعها.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *