[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]بخيت طالع الزهراني[/COLOR][/ALIGN]

** ذات مرة سألت مجموعة من الشباب عن آمالهم القادمة ومستقبلهم الوردي.. فقالوا وقد كانوا يتهيأون للتقدم الى وظيفة تم الاعلان عنها – قالوا : إن الأمل ضعيف ولكننا سنجرب.. وعندما سألتهم لماذا لم يكملوا الدراسة بعد الثانوية العامة.. رد أحدهم قائلاً: وما هي النتيجة، ألا ترى الآلاف من خريجي الجامعات وهم متسدحون في بيوتهم؟
** إن مثل هذه الإشارات من الشباب والتي نسمعها هنا وهناك – سواء في المجالس الخاصة أو الأسواق، أو على الرصيف – تدل على (خطر قادم) يجب تفاديه بكل مسؤولية وأمانة.. ففي كل بيت من بيوتنا تقريباً شاب أو أكثر، أنهى الثانوية العامة، ولم يقبل بالجامعات او كليات التعليم الفني،..لأن نسب القبول تعجيزية، وصارت عقبة أمام جحافل طويلة من أبنائنا.. فتحولوا إلى مجموعة بين الراقدين في البيوت، يقضون سحابة نهارهم تحت البطانية، وعند المساء يبدأ الواحد منهم يتمغط إلى ان ينشط، ثم الله أعلم أين يذهب، وفيما يفكر، وما هي احواله النفسية؟.
**إن الجامعات وهي تشترط نسب الـ 90% هي تعرف أن الألوف دون هذا المستوى، ولكنها تطنش، لانها تريد ان ( تُنقي) ما تريد، اما غيرهم فلا علاقة لها بهم ـ انظروا الى هذا التوجه العجيب من جامعاتنا؟
** إن احباط الشباب.. وبهذه الأبواب المغلقة في وجوههم أينما اتجهوا، وحيثما ساروا.. لن تكون برداً وسلاماً على افئدتهم، بل انها تفتح أمامهم أبواب الشر، عندما يجلسون الى أنفسهم فيرون انهم بدون دراسة، وبدون عمل، وبدون مستقبل..فماذا يمكن ان تنتظر من حزمة كبيرة من شباب هذه هي أحوالهم..أن توقع منهم ان يكونوا أسوياءً وطبيعيين ويقبلون بالأمر الواقع؟ ..أم انه سيكونون حانقين على كل من حولهم؟..ان من الصواب ان نحتضنهم ونحبهم ونحتويهم ، ونسهل لهم الطريق الى مستقبل مشرق، يخدمون به أنفسهم ووطنهم، ويكونون لبنات صالحة في جدار الوطن.
**إن ولي الأمر وفقه الله قد أعذر إلى الله، عندما أعلن في أكثر من مناسبة دعوته للمسؤولين في الدولة.. ببذل كل الجهود لراحة ورفاه المواطن..ونقل بذلك الأمانة من عنقه الى أعناق المتنفذين والمخططين، ممن يفترض وهم الأقرب والألصق بالميدان، وعلى هؤلاء ان يكونوا على قدر الامانة، بما اعدوا من المشاريع والبرامج والرؤى، وبما يجعل شبابنا بعيدين عن الاحباط، وقريبين من التفاؤل.. بحيث تتوفر المقاعد الدراسية لكل من يطلبها، وتتوفر فرص العمل الكريم لكل شاب ومواطن، دونما تلكؤ أو تسويف أو ضبابية.
** اظن إنه لا يصح أن نرى شباناً سعوديين عاطلين عن العمل، في بلد ينعم بالغنى، ولا يصح أن تقف طوابير الطلاب والطالبات أمام مقاعد دراسة جامعية او فنية محدودة العدد، يتم من خلالها انتقاء صاحب التقدير الممتاز وما حوله فقط، ثم التلويح بالاعتذار للآخرين، في أسلوب انتقائي ونخبوي لا يراعي المردود النفسي السيئ لمن أغلقت في وجوههم الفرص.
** انظر إذا شئت – كمثال ـ الى عدد الممرضات والممرضين والأطباء والطبيبات المقيمين عندنا، والحاجة الشديدة جداً إلى المزيد من المراكز الصحية والمستشفيات.. فيما كليات الطب عندنا محدودة.. وأيضاً القبول فيها (بالقطارة)!!.
** في تقديري الشخصي ان إمكاناتنا المادية والبشرية قادرة تماماً على الانتصار على البطالة.. في معركتنا الشرسة معها، نحتاج حقيقة وبكل أمانة إلى ان نسابق الزمن لحلها، بعد ان تأخرنا كثيراً جداً.
bakeet 8 @hotmail.com

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *