[COLOR=blue]تماضر اليامي[/COLOR]

تخيَل أنك استيقظت يوما لتجد نفسك بلا هوية.. تبحث بين أوراقك.. في محفظتك.. داخل أدراج مكتبك.. في جيوب ملابسك ولا تجد اثباتا لوجودك سوى أن من حولك ينادونك باسمك الذي تعرفه.. كما أنك تعرف بأنك سعودي أبَا عن جد.. سعودي الأصل والولادة والمنشأ.. اليوم يفترض بك ان تتَجه للجامعة للتَسجيل في تخصُص طالما حلمت به وعملت جاهدا من أجله ودفنت رأسك بين الكتب لتحقِق النِسبة المرجوَة للقبول.. وأنت الآن جاهز.. وعلى أتم استعداد للمضيّ في تحقيق طموحك وبناء مستقبلك ولكن.. أين اثباتك؟.
تجد شهادة ميلادك ولا شيء آخر فتقرر أن لا تضيع فرصة التَسجيل.. فالمقاعد محدودة والأفضليَة للأقوى.. لا يهم تعريف الأقوى.. تتقدَم بشهادتي الثانوية وميلادك ويتم قبولك مبدئيا وبعد شرح مطوَل لحالتك وتحت شرط الالتزام باستيفاء باقي أوراقك الثبوتيَة عاجلا غير آجل. تتنفَس الصَعداء وتقرِر عدم اهدار فرصتك.. تحاول جاهدا الوصول لوالدك الذي تخلَى عنك منذ نعومة أظافرك.. وكما هو شأن جميع محاولاتك السَابقة للتواصل معه، تفشل. في الوقت الذي تهدِدك الجامعة بقطع مشوارك العلمي، تقرِر اللجوء للقضاء علَه ينتشلك من ضياعك ويحميك ويعيد لك هويَتك وحقوقك.. تمضي الشهور وتمضي معها جلسات المحكمة التي لا يتعدَى وقتها ثواني يتم فيها تسجيل غياب الوالد عن الحضور وتحديد جلسة أخرى وأخرى.. هكذا بلا أمر احضار قهري أو عقوبات مفروضة.. والوقت يمض والأمل لا يبقى.. وصبر الإبن على أبيه لا تصبره المؤسسات الحكومية على المواطن وخصوصا ذلك الذي لا يملك هويَة.. تلجأ للأحوال المدنية في محاولات يائسة لإثبات وجودك ولكنهم بعد عناء تحقيق لائحة متطلباتهم من احضار شهود وتعريف من شيوخ القبيلة ودفع غرامة تأخير تسجيلك في كرت العائلة الذي تتكفَله أنت دون الوالد المقصِر، يزوِدونك بسجلّ وهمي بديل ريثما يتم تصحيح وضعك ويقبلك النظام! و «ريثما» هذه تحدِد مدَتها لجنة في قسم الدراسات في وكالة الأحوال المدنية والتي قضت فيها المعاملة ثلاث سنوات حتى تاريخه بلا بصيص أمل وقد رفضت الجامعة قبول سجلِك الوهمي وعلَقت شهادتك وحياتك على شماعة الملفات العلاقي..تتدهور حالتك الصحيَة جرَاء انهيار أعصابك فلا تجد مستشفى تستقبلك فأنت لا وجود لك.. ولكنَك تقرِر ان تشتدّ لتشدّ أزر والدتك التي تعتمد عليك كليا وتثق بوجودك..أتعتقد أن هذا محال ومن نسج الخيال؟ فقط تخيَل أنك ولدتّ أنثى لأم سعوديَة وأب سعودي ظالم ونظام إداري به ثغرات تسمح بأن تظل عشرين عاما تطالب بمجرَد اضافة اسمك في كرت العائلة واثبات هويَتك.. ماذا كنت لتفعل؟ قصة_حقيقية.
ملاحظة: لتفاصيل القضية ولمن يهمُه الأمر ويستطيع تقديم يد العون الرجاء التواصل على البريد الالكتروني أدناه:

[email protected]
@tamadoralyami

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *