ماذا كنا نفعل قبل الهاشتاج..!؟

امينة حسني

دعنا نتفق أننا كشعوب عربية أصبحنا نلجأ لحل أي مشكلة لدينا بالهاشتاج.

تغطية أي حدث يحدث لنا موجود في الهاشتاج مساندة ضحايا الانفجارات والاحتجاجات حلها الهاشتاج الذي يُطلق علي مواقع التواصل الإجتماعي.

ولكن دعنا نطرح سؤال ماذا كنا نفعل قبل الهاشتاج..!؟

بالطبع مرت أمتنا بمراحل مختلفة حيث عانت الكثير من الشعوب العربية من احتلال واضطهاد وكعادة شعوبنا كانت ترفض وتحتج.

بالأمس القريب قبل ظهور السوشيال ميديا كنا إذا غضبنا نتحرك ونخرج بالمظاهرات الحاشدة ونرفع اللافتات ونصيح ونستنكر.

ونحرق الأعلام اعتراضا علي الأوضاع التي ساءت ثم في نهاية اليوم يعود الكل إلي بيوتهم متعبين وربما ضاعت أصواتهم من كثرة الاستنكار.

وفي اليوم التالي نستيقظ ويعود كل شئ إلي وضعه الطبيعي ولم يتغير شئ بخروجنا وتظاهراتنا.

اشتهرنا بلقب جديد أصبح معتاد لنا الآن وهو شعوب الهتافات والشعارات الرنانة نغضب لبضع ساعات .

نخرج لنعترض ونشجب ونحتج تم نعود كأن شئ لم يكن……!

ولكن اليوم تخلينا عن الهتاف والأصوات العالية واكتفينا بالهاشتاج…!

%d9%87%d8%a7%d8%b4%d8%aa%d8%a7%d8%ac

أصبحنا نحتج من تحت “اللحاف” نشرب الشاي ونشاهد التلفاز ونطالب ونحتج ونريد التغير كل هذا من خلال الفيسبوك وتويتر وسناب شات.

صارنا شعوب العالم الأفتراضي تحركنا الهاشتاجات يساراً ويميناً أهم شئ لدينا الجهاز الذي سنستنكر ونشجب ونغضب من خلاله.

سواء كان الهاتف الذكي أو الحاسوب الشخصي وأصبحت وسائل الإعلام يسير خلف تغريداتنا وهاشتاجاتنا.

قرأت مقولة فيما مضي تقول “أعطني إعلاماً بلا ضمير أعطيك شعباً بلا وعي”

قالها جوزيف جوبلز وزير الإعلام النازي في زمن رئيس ألمانيا السابق هتلر.

مقولة بالنسبة لي توضح مدي قوة الإعلام علي الشعوب والإعلام حالياً أصبح يسير خلف مواقع التواصل الإجتماعي.

من أيام حركنا هاشتاج غرق الطفل السوري إيلان ثم بعدها هاشتاح حلب تحترق واليوم هاشتاج الانفجارات بالقاهرة.

كل يوم هاشتاج جديد والكل يتحرك وراءه ونتتظر الحل ..!

سيأتي الحل بمفرده دون أي سعي هو الهاشتاج سيجلبه لنا وهكذا أصبح حال جيل مواقع التواصل الإجتماعي.

والجدير بالذكر أن هذا الجيل دائماً يلوم الأجيال السابقين لأنهم قصروا في وحدة الأمة وأنهم لم يفعلوا ما عليهم من واجبات فضاعت الحقوق.

لذلك أصبحت أسال نفسي ماذا سيكتب التاريخ عن جيلنا جيل مواقع التواصل الأجتماعي ..!؟

ماذا فعلنا تجاه ما يحدث في أوطاننا العربية حطمنا الأرقام القياسية بعدد الهاشتاجات التي كانت سبب نجاح هذه المواقع.

أصبحنا جيل الهاشتاج نستخدمه في كل شئ لا أنكر انه في بعض الأحيان يأتي بنتائج ويغير الرأي العام.

لذلك أصبح البطل الآن هو من يحصل علي سبق التغريد بهاشتاج ينتشر بسرعة فتغرد معه الأمة ويصل بؤسنا إلى جميع أنحاء العالم.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *