[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]خالد محمد الحسيني [/COLOR][/ALIGN]

** افترضت انني مسؤول يتقاضى راتباً شهرياً ثلاثين الف ريال واسكن في شقة ولدي ارض صغيرة لا تزيد مساحتها عن 600 متر مربع في مخطط لا بأس به اشتريتها بعد سنوات من العمل وافترضت انني قضيت في هذه الوظيفة عشر سنوات واستطعت ان اوفر مرتبي الشهري نصفه اي 15000 ريال بمعنى انه يجب ان يكون لدي بعد عشر سنوات في هذا المنصب مليون وثمانمائة الف ريال ولو قضيت نصف هذه الخدمة بنفس الراتب لوجدت وفراً قدره تسعمائة الف ريال هذا اذا التزمت بتوفير دقيق طوال فترة عملي واذا كان هذا مصدر دخلي الوحيد ولا يحق لي بطبيعة الحال وانا على كرسي الوظيفة التعامل في التجارة عدا الاراضي بيعاً وشراءً والتي تحتاج لرأس مال ليس لدي منه شيء.. لكنني وبعد مغادرتي المنصب بالتقاعد سواء المبكر او النظامي اكتشفت واكتشف الناس الذين يعرفونني جيداً انني صاحب رصيد في البنك لا يقل عن \”اربعمائة او خمسمائة مليون ريال\” الى جانب عدد كبير من الاراضي في العديد من الاحياء الذهبية وذاك القصر الذي يحتاج اثاثاً بمرتبي لعشرين عاماً او تزيد الى جانب عدد لا بأس به من السيارات الفاخرة التي تزيد قيمة السيارة منها عن رواتب وظيفتي الاخيرة لثلاثة اعوام.. ناهيك عن السفر السنوي وما يحتاجه والابناء وما يحتاجونه من سيارات وخدم وسائقين ثم اسأل نفسي \”من اين لك كل هذا المال؟\” وأمسك بالآلة الحاسبة واحسب مرتباتي حسب بيان الخدمة وقرار التقاعد واجد ان لدي وفراً لا اعرف من اين جاء ولا من اين مصدره؟ .. عندها لابد ان اقوم بجمع ما زاد من مبالغ وملايين وامامي اما ان اعترف بحقيقة الأمر واملك القدرة لكل ما اسمعه من الناس عني وما تسمعه اسرتي من انني \”خائن للأمانة\” او امتلك الشجاعة للإفصاح عن مصدر هذا المبلغ قبل ان اودعه صندوق \”ابراء الذمة\”.. افقت من \”نومي\” وانا احمد الله انني لست ذاك الموظف وانني بقواي العقلية وما كان مجرد حلم لكنه حقيقة لدى كثير من الناس نعرفهم تماماً وهم يعرفون انفسهم والحمدلله انني لست منهم.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *