لماذا نحن في المؤخرة ؟
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]اعتماد خان[/COLOR][/ALIGN]
كثيرا ما أتلمس الدرب حتى أصل لمضمون التجربة خاصة في مجال البحث والتقصي كي أصل إلى الحقيقة من أقصر الطرق.. هنا يتعاظم دور الاعلام في الوصول إلى الهدف.. وخلال مشواري الدراسي كنت أفضل حل المعادلات الرياضية الصعبة والفيزيائية والكيميائية وكنا نتنافس على سرعة الحل ونتبارى في الواجبات بل ونتطرق إلى المهارات والقدرات الذهنية.. وقبل عام تقريباً كنت في مؤتمر اسمه القياس والتقويم لطلاب وطالبات الصفوف الثانوية في باريس وخلال هذا المؤتمر شعرت بالحرج الشديد وبلادنا العربية تأتي في مؤخرة دول العالم في منهج الرياضيات والفيزياء وان هناك ضعفاً ملحوظاً في المبادئ الاساسية للرياضيات وحل المعادلات من الدرجة الاولى والثانية والتعامل مع الجذور والكسور وحتى تحليل العوامل الأولية.
إذ لم يأت في مسابقات القياس والتقويم في الرياضيات والفيزياء والكيمياء أي عربي أو عربية وعندما سألت عن السبب قيل لي أن اللجان التي كانت تعد للمؤتمر أتت اليها تقريرات عن مناهج هذه المواد في المدارس فوجد أن نتائج الجزء الكمي لقدرات الطلاب ضعيفة للغاية ولا يتناسب مع المستويات العالمية لطلاب دول اوروبا أو الشرق الأقصى.
وايقنت بالبحث والدراسة أن ضعف أساسيات الرياضيات يبدأ من المرحلة الأولى الابتدائية لأن هذا العلم مثلا علم تراكمي فلا يمكن لطالب مهما كان مستوى نبوغه أن يتخطى فيه مرحلة دون أخرى ولا يمكن لطالب أن يبدأ في دراسة الرياضيات من المتوسطة مثلا دون أن يدرس المبادئ الاساسية في الابتدائي كالجمع والطرح وجمع الكسور والاشكال الهندسية وجدول الضرب.. وغيرها من المفاهيم الاساسية .. ولا يستطيع الطالب أن يفهم التكامل قبل أن يدرس التفاضل مثلاً.
هناك سبب آخر وهو أن الطالب أو الطالبة يجب أن يدرب نفسه على العمليات الحسابية دون الاستعانة بالآلة الحاسبة التي أخرجت أجيالاً ضعيفة جدا في الجمع والطرح والضرب.. لأن الآلة الحاسبة تؤثر على القدرة على إجراء العمليات الحسابية ذهنياً كما يجب على الطالب التركيز والمذاكرة اليومية باستمرار وحل عدد كبير من المسائل وعدم الاهمال وترك المنهج يتراكم إلى آخر العام..
وتفكر الجامعات الآن في تدريب الطلاب على المهارات الرياضية الاساسية لمدة فصل دراسي حتى يمكن للطالب أو الطالبة أو حتى سنة تحضيرية كاملة.. انني أتمنى المزيد من البحث والدراسة حتى نصل إلى قناعة بضعف مستوى المنهج والطالب والمدرس والموجه أو كلهم معاً.
والله من وراء القصد
Email:[email protected]
التصنيف: