[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]د.إبتسام بوقري[/COLOR][/ALIGN]

العمل الاجتماعي التطوعي من أنبل مايقوم به الإنسان لخدمة وطنه ومجتمعه فهو يبذل من وقته وجهده وحتى ماله أحياناً لتقديم خدمة مجانية لغيره وتيسير حياة الآخرين بما يزيد من التكافل الاجتماعي الذي يعزز العلاقات الإنسانية ويقلل من الشعور بالفرق بين الفئات المختلفة ومستوياتها وقدراتها المتفاوتة سواء المالية أو الجسدية وغيرها والتي وزعها الله على الناس بالعدل، فكل شخص لديه شيء يفضله عن سواه وأشياء تنقصه يحتاج فيها إلى غيره .. وقد وعى الغرب أهمية العمل التطوعي فأصبح أساسياً في حياتهم اليومية بدءاً من المدرسة التي يتعلم فيها الطالب أنه فرد من مجتمع ينبغي له المشاركة في خدمته وذلك بتشجيع وخلق وتيسير فرص مشاركة الطلاب في أنشطة المجتمع وتطوير الخدمات المساندة للطلاب بهدف تزويدهم بالمعلومات التوجيهية اللازمة للعمل الاجتماعي مما يعمق الإحساس بالانتماء للمجتمع بل ولابد من أن يقضي الطالب ساعات محددة في أي عمل تطوعي لينال عليها درجات تحتسب ضمن تقديره النهائي.. فينمو الطفل وفي داخله قيمة العطاء بلا مقابل وتنمو معه الرغبة فيه والتي تدفعه مستقبلاً ليكون شخصاً فعالاً له دور في خدمة مجتمعه ، وبالتالي حين يلتحق بالجامعة يكون مؤهلاً للمشاركة في كثير من الأعمال التطوعية بل ويشجع زملاؤه عليها، ولايتخرج إلا بنسبة ساعات معينة من الوقت يحقق فيها هذه الغاية بأية وسيلة يرغب فيها وأي مجال يفضله وبإمكانه اختيار مايميل له من عمل يخدم به المجتمع والمهم هو النتيجة الإيجابية والتي تحسب ضمن درجاته مع المواد الأخرى التي يدرسها ، وهذا معنى كبير يدل على أن أهمية مايقدمه الطالب لمجتمعه لايقل قيمة عن العلوم التي يكتسبها بل يوازيها ويضيف لها .
وسبق أن كتبت عن الموضوع وناديت بإضافة ساعات خدمة المجتمع بحيث تحتسب ضمن درجات الطلاب في المدارس الحكومية والجامعات العامة وليس فقط الخاصة التي يطبق بعضها ذلك فعلاً ، وهي مجربة في بعض كليات الفتيات وكانت نتائجها جيدة .. كما أنادي أيضاً بأن يتم احتساب أي عمل تطوعي اجتماعي يقدمه الموظف للمجتمع ضمن نقاطه التي ينال الترقية على أساسها ، لأنه من وجهة نظري لايستوي من يكتفي بأداء واجبات الوظيفة فقط مع من يضيف لها عمل يتطوع به لخدمة مجتمعه خارج وقت الدوام – وإن كان يريد به الأجر من الله – لكن لايمنع أن يحصل على تقدير عليه وبذلك يكون قدوة لغيره ولنفتح باب العمل الاجتماعي التطوعي لجميع الموظفين والموظفات ليتنافسوا في الخير.
وقد وصل الوعي في أمريكا بأهمية هذا الجانب أن العقوبات لمرتكبي بعض الجنح أو الجرائم الصغيرة تكون بأداء ساعات تطوعية لخدمة المجتمع بدل السجن أو لتخفيف العقوبة،وقد أثبت نجاحه وأثمر بخير للمجتمع بشكل كبير . وهناك جامعات عالمية تأسست بأموال متبرعين وتوجد مشاريع ضخمة تمت من خلال التبرع بالوقت والجهد لخدمة المجتمع .. وديننا الإسلامي سبق بحثنا على ذلك من خلال عدد كبير من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة ومنها قوله صلى الله عليه وسلم: \” الخلق كلهم عيال الله وأحبهم له أنفعهم لعباده\” وقوله:\” صنائع المعروف تقي مصارع السوء\”، كما قال: \” الله في عون العبد مادام العبد في عون أخيه \” وغيرها كثير. ومن الجميل أن نرى هذه العبارات تزين بيوتنا ومدارسنا وجامعاتنا لتذكيرنا بعمل الخير..وأؤكد على ضرورة احتساب هذه الأعمال للطلاب ضمن درجاتهم وللموظفين أيضاً لنشر ثقافة خدمة المجتمع التطوعية .. ونأمل تحقيقه قريباً والموضوع لايحتاج لجاناً لدراسته فقط قرار صحيح وسريع.
[email protected]

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *