[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]د/ تهاني سعيد الحضرمي[/COLOR][/ALIGN]

في ظل التغيرات التكنولوجية السريعة وفي خضم التحولات التقنية العظيمة وفي ظل الحاجة الماسة للتكيف مع المستجدات في ظل الرؤى المستقبليـة التي ترسم خطوط تعليم الغـد بأفكار جديدة وجودة في العلم والمعرفة…
فالتعليم يُعد المخرج الأساسي لبناء الفكر الإنساني فهو شديد الأهمية في التعامل مع المعطيات من أجل الحصول على أفضل المخرجات…
وبما أن العالم الآن يشهد انفجار معرفي ضخم وخيال معلوماتي متطور، تستوقفنا قراءة واقع التعليم وما فيه من نُظم ضيقة لا تستوعب متطلبات العصر فالحاجة إلى تجسيد الطموحات وأحلام المستقبل في نقاط قوة تصحح الأوضاع الراهنة وتخدم أساليب النمو التعليمي المطلوب وتسعى إلى خلق أجواء من التوأم والانسجام…
والسؤال الذي يطرح نفسه لماذا تأجيل الدراسة؟؟؟ أليس للتعليم بدائل متاحة؟؟
نقول دائما إن الوصول إلى القمة طريق صعب والأصعب منه المحافظة على التواجد في القمة وهذا ما يُساهم في القدرة على مواكبة المتغيرات فمن أهم الصعوبات التي تواجه السلك التعليمي في الوقت الراهن (وباء الأنفلونزا) الذي بدا كذئب جائع، يتربص بفريسته الهلاك!!! وجاء تأجيل الدراسة مطلب مُلح وحل مؤقت لتفادي ظهوره!! فليس لدينا سوى المقاعد المدرسية كوسيلة لتلقي العلوم والمعارف!!
في حين أن إمكانية توفير بدائل تخدم المواقف الطارئة على الأقل أو تُتيح فرصة الاستفادة من قنوات التعليم الأخرى تمثل حجر أساس في استمرار التقدم واكتساب الخبرات، فعند تفعيل نظام التعليم المفتوح في جملة الخدمات التعليمية والوسائط السمعية والبصرية سواء كانت إذاعية أوتلفازية أوحاسوبية تؤدي دور المعلم وتذلل شيئاً من العقبات وتنقل التعليم إلى حيث الطالب لن نكون بحاجة إلى تأجيل الدراسة!
إن القضاء على فجوة التواصل بين الأجيال يتطلب التخلي عن الأساليب التقليدية في إيصال المعلومة، فخبرة من علمونا سابقاً مطلوبة لإتقان العمل ولكن تجديد الدماء أمر طبيعي لضخ أفكار حديثة تساعد شباب الغد على مواكبة المتغيرات والتطورات والاستفادة من الكوادر الشابة المؤهلة في مجال التقنيات يساهم في دفع عجلة التنمية ويطرق بوابة اللا مستحيل!!!
فالتربويون يتطلعون إلى الأدوار الايجابية المتوقعة من المربي الذي يحاول ترك بصمة متميزة لمن بعده وفق الاستفادة من خبراته وإمكانيات بيئته وقدرته على العطاء.. ومن التطلعات التي نبحث عنها في الميدان التربوي الإيمان بحتمية التغيير كقاعدة أساسية للتطوير عن طريق الاستجابة الفاعلة في الكيفية التي تساعد المتعلم لمواجهة التحديات الحديثة وطرح البدائل المتاحة وفق منظومة القيم الإسلامية الأخلاقية المتكاملة يخلق أجواء من الحيوية ويرفع الروح المعنوية ويسجل ضمن أولويات الأفكار المنطقية للباحثين عن الحلول الجذرية للمشكلات.
وتبقى الحاجة إلى التعليم الالكتروني ليست ترفا بل ضرورة ملحة تتطلب توظيفاً أمثل له ليس بإضافة مادة الحاسب الآلي في التعليم المدرسي أو الأقراص التعليمية للمناهج الدراسية فحسب بل نحتاج إلى تطبيقات أكثر اتساع وفق منظور شمولي يُوظف التقنيات في خدمة العملية التربوية التعليمية بطرق أدق وأشمل تفرض على الجميع استخدام التقنية بطريقة سليمة ومفيدة.
قطرة:
يقولون… من أراد أن يبني عالياً يحفر عميقاً
العنوان البريدي: مكة المكرمة
ص. ب 30274
الرمز البريدي: 21955

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *