[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]فوزي عبد الوهاب خياط[/COLOR][/ALIGN]

نشرت الزميلة \”عكاظ\” بعددها الصادر يوم الجمعة 12-3-1434هـ خبراً يستحق التوقف .. والمداولة.. حيث قالت إن وزارة العدل كشفت أن إجمالي صكوك الطلاق والخلع والفسخ المثبتة في محاكم المملكة خلال عام 1432هـ بلغ 34622 صكاً بمعدل 96 صكاً يومياً منها (29772) حالة طلاق بنسبة 86%.. و(1468) حالة خلع بنسبة 4.2% و (2382) حالة فسخ نكاح بنسبة 9.8% من إجمالي الطلاق.وأضاف الخبر: بأن وكيل وزارة العدل عبداللطيف بن عبدالرحمن الحارثي قد أوضح بأن أعلى عدد لحالات الطلاق والخلع والفسخ كان في الرياض حيث بلغ 10460 حالة بنسبة 30.2% من اجمالي الحالات في المملكة .. تليها منطقة مكة المكرمة حيث بلغت 9996 حالة بنسبة 28.9% من الاجمالي لعام 1432هـ في حين أن العدد لتلك الحالات كان في منطقة الحدود الشمالية بعدد 219 بنسبة 0.9% من الاجمالي لعام 1432هـ.
وبوقفة متأنية متقصية لهذه الاحصائية نلحظ بأن عدد حالات الطلاق وبشكل عام قد تجاوز الحد المعقول قياساً بعدد سكان المملكة.. وقياساً بما يتمتع به مجتمعنا المسلم المحافظ على سوية التعامل داخل كل أسرة والحريص على حسن التفاهم.. والرعاية .. والمودة.ليكون السؤال الجدير بالاهتمام: لماذا هذه النسبة العالية من حالات الطلاق والخلع والفسخ؟ ..والاجابة عن هذا السؤال تتطلب بحثاً شاملاً لكافة الظروف التي تحيط بحالات الزواج لمعرفة العوامل التي قد تقود الزواج إلى الاخفاق.. وتحول دون استمرار بيت الزوجية بالتفاهم.. والوفاق .. والنجاح.
دعونا نعترف بأن هناك نسبة طيبة من حالات الزواج غير المتكافئ والذي يقوم فقط على الرغبة في الزواج دون النظر للتوافق بين ظروف الزوجين من حيث التعليم .. والبيئة.. والامكانيات.. والتقارب المادي.. والفكري.. وأيضاً النفسي..فمن غير المعقول – مثلاً – أن يتزوج الرجل امرأة بعيدة عن ظروفه البيئية.. أو تكون أعلى تعليماً .. أو تكون هي الأدنى منه إلى درجة كبيرة.. وأن تكون هناك فوارق واضحة في القناعات.. والأفكار.. والأسلوب الحياتي بين الاثنين..ولهذا نجد – مثلاً – أن اقتران الرجل بامرأة من خارج بلده عادة يصادف الفشل لاختلاف الظروف.. والبيئة.. والمناخ وأسلوب الحياة بين البلدين.. وظروف المجتمع تحول دون النجاح المتوخى .. والمؤمل.
إن اختيار الرجل لشريكة حياته مسألة مهمة للغاية.. فليس المهم هو جمال الشكل وحسب بل لا بد من توفر التقارب.. والتفاهم.. والانسجام.. وهذا يحتاج إلى دراسة متأنية قبل الاقدام على الزواج.وهناك من يقول بأن التقارب المالي غير مهم.. وهذا خطأ فادح لأنه لا بد من تشابه القدرة المالية بين الرجل والمرأة..فالمرأة التي اعتادت على العز.. وعلى الرفاهية.. من الصعب جداً أن تقبل بحياة التقشف مع رجل صاحب إمكانيات ضعيفة..ولعل عدم التأني.. ودراسة كل هذه الظروف عند اختيار شريكة العمر.. هو ما يقود عادة إلى الفشل.. والاختلاف.. ثم الطلاق.. ولا بد من العناية المطلقة بهذه البداية عند الاختيار بعيداً عن التفكير الضيق بالبحث عن المرأة الجميلة وحسب.
آخر المشوار
قال الشاعر:
إلامَ الخُلفُ بينكُمُ إلاما
وهَذي الضَّجةُ الكبرى عَلاما
وفيم يكيدُ بَعضكُمُ لبعضٍ
وتُبدون العداوَةَ والخصاما

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *