قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” إنما النساء شقائق الرجال ” أهم أعمدة الحياة و عبر الزمن استذكار عظيمات منهن خديجة أم المؤمنين ، و سيدة نساء أهل الجنة السيدة فاطمة الزهراء ، وفقيهة الأمة السيدة عائشة بنت أبي بكر ، وآسيا زوجة فرعون ، وماشطة بنت فرعون ، وبلقيس ، وسمية زوجة ياسر – عليهن رضوان الله أجمعين – , ومنهن من كفرن بالله مثل زوجة لوط وزوجة نوح ! , فمن أين جاءت التفرقة بين المرأة والرجل ؟ ,

لماذا تعامل المرأة كـ (فتنة) يجب إخفاؤها وإقصاؤها وعدم الحديث عنها و معها ؟! الحقيقة ﻻ أدري ولكنني أعلم بأن أمنا عائشة كانت تعلم المسلمين رجاﻻً ونساء والرسول – صلى الله عليه وسلم – يلتقي ويجتمع بالنساء ويسألنه ويستفسرن منه وهو يجاوبهن , ولم يكن غريباً أو منكراً أن يتحدث الناس عن مناقب ومواقف زينب وفاطمة و خديجة وهند وغيرهن.

ولكن بعد انتهاء الخلافة الراشدة اختفت معها العقول الراشدة , وكلما زادت المسافة بين النبوة وبيننا كـ(مجتمع) ازداد هبوط قيمة المرأة في حياتنا , وﻻ يلحظ قيمة المرأة الحقيقية إﻻ المتأمل في قيمتها السامية في تراثنا الإسلامي الذي أراد البعض اقصاءه هو اﻵخر , لذلك أخاطب كل امرأة وأتوجه بالحديث إليها لأحرك مكامن الهمة الراقية في طريق النجاح ، أحرك بداخلك الرقيق وروحك البسيطة ليتقوى تأملك ويدفعك للتفكير اﻻيجابي واستفز بداخلك حلم النجاح , كلامي هذا لكل امرأة تريد التميز والرفعة وهدفها إعمار اﻻرض ، وإسعاد الذين هم تحت رعايتها ، وشعارها أيضا أن الله ﻻيضيع أجر المحسنين ، وسلاحها هو نبل ورفعة اخلاقها وطهارة وسيلتها.

و أول شيء الفت انتباهكِ إليه هو أن جميع قوانين الأرض وقوانين السماء ﻻيكون لها قيمة أو معنى إﻻ بعد ان تترجم بتطبيق عملي ، وأنصحك بأن تتعهدي لنفسكِ بعهود بسيطة بالبداية ﻷنها تعطي مصداقية كبيرة وﻻتحاولي القيام بطفرة شاملة ، فإن عواقبها دائماً الفتور السريع ، ﻷن الحمل أكبر من الطاقة وجاء في اﻻثر ” قليل دائم خير من كثير منقطع ” , وقال أحد العلماء العاملين المربين عندما جاءه فتى متحمس لمعرفة كل أمور الدين مرة واحدة : ” مهلك يافتى فإن هذا الدين متين , فأوغل فيه برفق ” .

فلابُد من تأهيل النفس لقبول ما استجد من أوضاع , و بداية ﻻبد وأن يكون لك حُلم تتمنين الحصول عليه , فهناك أحلام تموت ! ، وهناك أحلام تقتل ! ، وهناك أحلام تعيش وتنمو وتزدهر , مثال بسيط هذا الجوال الذي نحمله بيدنا كان حلماً , السيارة التي نركبها كانت حلماً , الطائرة كانت حلماً , أحلام طاردت أصحابها , وملكت عليهم أرواحهم ولم تتركهم حتى أصبحت واقعا ملموسا ! , و يرسلون رسالة إلى كل محبط أو كسول بأنه ﻻ حُلم يتحقق بدون أن تصحبه القدرة على تحقيقه ! ولو كانت هناك عقبات أمام تحقيق أهدافكِ أو قيود تكبلكِ فلا تستطيعين التعاطي بحرية مع ما تريدين فالعوامل الوراثية لها دور إما سلبي أو إيجابي ! , وهناك العامل الاجتماعي , فالبيئة لها دور كبير يؤثر على شخصية المرأة.

لقد كانت المرأة تدخل المسجد من نفس الباب الذي يدخل منه الرجل , وتخرج للسوق موظفة ومحتسبة أي هي المشرفة على السوق في عهد سيدنا عمر – رضي الله عنه – , نريد نساء حقوقيات يجادلن بالحجة الدامغة , لقد أصبح موضوع المرأة في خلط بين العادات الاجتماعية لكل بلد , ومسائل الشرع ويكفينا هذه الرواية عن أمنا عائشة – رضي الله عنها – التي ترعرعت في بيت النبوة قالت : سمعت في مجلس الرجال أحدهم يقول : ويحدث حديثاً عن الأشياء التي تقطع الصلاة فقال تقطع الصلاة الكلب والحمار والمرأة , فغضبت السيدة عائشة فقالت : أتساوينا مع الكلاب والحمر ؟! , هذا كذب على رسول الله , فـ والله رسول الله – صلى الله عليه وسلم – كان يصلي وقدماي أمامه فإذا أراد السجود غمز قدمي فأرجعها ليسجد ثم أرجعها إذا رفع من سجوده.

هذا فقه , وهذا علم , أين النساء اليوم ؟! , السيدة عائشة لم تكتف بالغضب ورد الحديث المكذوب , بل أعطت الحجة الدامغة لفضح من تسول له نفسه خلط ما يهوى بأمور الشرع والدين الذي جعل من بعض ضعاف النفوس استغلاله لـ (يهين) المرأة ويبعدها عن ساحة الفكر والعلم.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *