شهوان بن عبد الرحمن الزهراني

تساءل أحدهم بغضب، هل يعقل أن يقتني بعض القراء روايات هابطة إلى حد الإسفاف؟! أجابه أحد الحاضرين فقال: إن اقتناء الكتاب أياً كان يعتبر عند بعض القراء هواية يمارسها بشغف، وبعض العناوين تغري هؤلاء بشراء الكتاب أياً كان. ولكن تبقى مسألة الدقة في اختيار نوع ومضمون الكتاب والهدف من شرائه، فهذا هو الذي يختلف فيه القراء وهواة شراء الكتب، ومن ثم فإن سمو فكر القارئ ومنهجه وتوجه وهدفه من الشراء هو الذي يحدد نوع الكتاب ومضامينه فيقع الاختيار طبقاً لذلك. ثم ان بعض تلك الروايات ولئن كنت ترى أنها في نظر الكثيرين- وفقاً للقيم والمبادئ الأخلاقية التي يؤمنون ويتعاملون بها- تعتبرسيئة . إلا أنها أيضاً تعتبر في ذات الوقت من الكنوز الثمينة والأشياء ذات المعاني الكبيرة التي يسعى إليها بعضهم لأنها تشبع ذائقتهم الأدبية.
قلت: إن بعض الروايات الجديدة التي قذفت بها المطابع لبعض الكتاب أما أنها تلطيخ سيء لسمعة أفراد المجتمع بعامة. حتى يخيل للناظر في هذه الروايات أنها تمثل الصورة الحقيقة الخفية لشرائحه دون استثناء. لأن هذا الإيغال والكثرة في سرد الوقائع الفاضحة ، وتعدد الروايات وأصحابها في مختلف مناطق المملكة فيه تجنٍ واضح وتعد صارخ على واقع المجتمع السعودي فبرغم إيمان الجميع بعدم خلو أي مجتمع على وجه الأرض من وجود تجاوزات شرعية ومخالفات أخلاقية، إلا أن المجتمع يبقى في مستوى رفيع وعالٍ من الأخلاق والحشمة، وإن شذ أحد عن ذلك الحال ففي حالات نادرة جداً لا تستحق مثل هذه الروايات، وذلك لأمور كثيرة لعل من أهمها تطبيق الحدود الشرعية على المجرمين والخارجين عن الطريق المستقيم.
لو كان الكتاب في الغرب مثلاً قاموا بمثل هذه الأعمال لكان المطابع والكتاب في عمل مستمر ولكانت الروايات الماثلة أكثر من الصحف والمجالات الصادرة يومياً هناك لأن الفاحشة والرذيلة وانتهاك الأخلاق أكثر من أن تحصى بل ويحميها القانون هناك ويمارسها الناس دون خوف أو وجل ولكن هؤلاء الكتاب الغربيين لم يفعلوا لأنهم يعلمون أن مثل هذا العمل لا فائدة ولا جدوى منه وليس فيه أي قيمة أدبية يمكن أن تظهر فيه .
إن من الملاحظ أن هناك مشكلة يغفل عنها كثير من قراء هذه الروايات والمؤيدين لها – بل وغفل عنها قبلهم كتاب هذه الروايات – بأنهم يتناقضون مع أنفسهم تناقضاً فاضحاً ومريباً.! فهم مع يسطرونه يوغلون في كل ما يتعلق بجرائم الجنس وما يقع في محيط المرأة من سلوكيات مشينة فهم مع ذلك يتناقضون حين يدافعون عن قضية الاختلاط ويقللون من آثارها فإنهم لا يألون جهداً ولا يدخرون وسعاً في اتهام المانعين للاختلاط فهم هنا يمارسون تزييف الواقع في الحالتين ، فهم إما كاذبون في رواياتهم وأنها لا تعبر عن الواقع وأن المرأة في منأى عن الخطيئة، وأن الروايات محض اختلاق وافتراء وتزوير ومختلقة اختلاقاً كلياً وألصقوها بالمجتمع، بينما الحقيقة أنه بريء منها ولا يوجد فيه أي تجاوزات وخلوات غير شرعية. أو أنهم كتبوا هذه الروايات من وحي الواقع ويدركون أن هناك تجاوزات أخلاقية تقع من بعض أفراد المجتمع ويريدون أن تبقى ، وفي الحالتين تبقى مضامين هذه الروايات من قبيل الكذب والنفاق والخداع.
قال بعض الحاضرين: لو أن عندي من المال الكافي لقمت بتمويل دراسات وبحوث في أحد الجامعات تعتني بكشف هذه الروايات وإسفافها .
اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منّا واجعلنا من الراشدين.
ص.ب 14873 جدة 21434
فاكس : 6534238
[email protected]

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *