لكل من لا يعرف هذا هو وجهى الأخر !!
كل النساء ممثلات ببراعة !! نعم أنا أقصد ما أقول بالحرف ، فهن قادرات على تمثيل دور السعادة بمنتهى الجدارة وداخلهن براكين من الحزن والألم ، أيضاً لديهن القدرة الفائقة على تمثيل دور التواصل وهن بداخلهن منعزلات تماماً عن العالم
ما تخفيه المرأة من مشاعر داخلية كبير ومفزع للغاية ، فمهما تشرح للأخرين حجم معاناتها لن يسمعها أى أحد أو يشعر بها فهناك أحاسيس داخلية لا تصرح بها مهما كلفها الأمر ، داخل كل إمرأة ركن مظلم لا يستطيع أحد الوصول إليه حتى وإن كان أقرب الأقربين لها فالمشاعر لا يستطيع أحد إيصالها إلا إذا كان من يتحدث إليه مر بنفس تلك التجربة ، فعلى سبيل المثال أتحدث عن نفسى هنا لم أكن أشعر بالمعنى الحقيقى للفقد وكنت دائماً ما أواسى صديقاتى على وفاة أشخاص بحياتهن دون أن أشعر بما يشعرون حقاً، ولكن عندما فقدت أبى أدركت حجم الفقد ومعاناته وبشاعته فتألمت كما تألموا وعلمت أن ليس كل ما يحدث يمكن أن نشعر به إلا إذا مررنا بمثله وليس كل ما يقال هو الحقيقة فخلف كلمة “أنا بخير” ألف وجع يمزق القلب ، الوجه الأخر للمرأة يظهر لها هى وحدها وجه مُتعب للغاية من مشاكل الحياة التى لا تنتهى، من الطموحات التى لا تتحقق بسهولة، من الخذلان فى الحب، من التظاهر بالقوة أمام الأخرين، من التظاهر بتحمل مشاكل ومسؤولية الأطفال ، من كل شيئ المرأة تعانى لكنها لا تتحدث ولا تصرح به، هذا الوجه يترك الزمن مع مرور الأيام علامات لا تنسى به فتعيش المرأة لتنشر الحب والحنان على كل من حولها وتحتفظ لنفسها بهذا الجانب وتعيش على أمل أن تصرح به يوماً لمن يفهمه ولكن دون جدوى، فأنا حتى الأن لم أجد أى إمرأة وجدت من يفهمها ويجب أن تبرر كل فعل تُقدم عليه وتقدم التوضيحات اللازمة دون كلل أو ملل ودائماً ما تكون فى موضع شك وإتهام فى الوقت الذى تحتاج فيه إلى الصمت والإحتواء فقط الإحتواء بعيداً عن كل الظنون المؤلمة المرهقة للقلب
التصنيف: