جهة ما، في خشم ما، لأمر ما، أعلنت عن شواغر وظيفية بمواصفات جد محدودة .. وعنا الى وزارتي العمل والتخطيط، المواصفات مهنية محددة، وعدد الساعات غير واضح، والهدف بالمسطرة يكاد من عليائه يبين، اذن الوظائف مسبوقة المواصفات! تقدم لها أكثر من 80 ألف باحث عن عمل، ثانوية عامة، بكالوريس تجارة ونجارة، علوم دقيقة وكيمياء، ثانوية مهنية وغيرها، التفاصيل تم استبعاد أكثر من 50 ألفاً لا تنطبق عليهم المواصفات والمعايير، وعمد الى تدقيق نحو30 ألفاً من الطلبات توصيل بيتزا، اسماك، معسل فاخر، لبان عصري وفواكه عصير مفيدة للجسم، انتهى الأمر الى ثلاثة الاف طلب، اللقاءات والمقابلات الشخصية انتهت الى ان الباحثين عن عمل لا يريدون العمل هنا، بل يبحثون عن موطئ قدم لشراء متر من تراب لعلهم يفوزون باحدى الحسنيين النجاة من العوز، او الفوز بالوظيفة (على قد لحافك مد رجليك) الأمر الذي ادى الى استبعاد ما يزيد على 1200 باحث عن الامن والسلام، وترشيد الاتفاق، البقية الباقية من لاجئين يبحثون عن وظيفة على قول الاخوة المصريين (تمرغ في الميري) والمرشحين (فيذا – ماركة محمد السحيمي) امامهم اشتراطات كثيرة ليس من بينها العبث بالانف، عادة النظر بالتكامل على الاخرين، التجشؤ، لبس الزنوبة، وفرد اللحية، والتغاضي عن انبعاثات ثاني اكسيد الكربون، مع وجوب الاستحمام اليومي اضافة الى حسن التدبر والتفكر في مخارج الازدحام والتملص منها، انتهى الامر الى ما يزيد على 200 باحث عن شهرة وشهوة العمل، جلهم لا يستطيع ان يعمل في محيط الوظيفة المطلوبة، لأنه لم يحب قط ان يعمل في مجال تحيط به اشعة الشمس على مدار 24 ساعة من كل جانب، صديقي القدير الذي لا يؤمن بنظرية الخوف من الصوت المرتفع، صاحب القيافة اقنعني ذات صيف ان مشكلة الباحثين عن عمل (فيذا – السحيمي) يريدون اقتناص فرصة (ظل وظيفة/ راجل، ولا عوز/ ظل حيطه) بعدين يبحثون عن واسطة لتنقله الى مكان آخر، او يسقط هو، وتذهب احتياجات الوظيفة في مهب الريح.
بسطة ماركت .. رؤية جيدة لتهيئة الفرص للجادين في بدء اعمال تجارية نافعة لهم وللمجتمع، هي فكرة متوارثة في المملكة، في المحاني، احدى قرى منطقة مكة المكرمة لها سوق اسبوعي جاوز عمره سبعين عاما، وسوق الخميس في ابها، وفي الشرقية ايضا هناك اسواق اسبوعية، ملاحم عمل وبناء وشعر في مختلف المناطق، تتفاوت فيها المعروضات والنوعية والطموح والاهداف، ويأتي في مقدم تلك الاسواق سوق عكاظ ابرز حدث ثقافي موجز في الاعوام الاخيرة .. بيت التجارة في مدينة جدة اراد للفكرة ان تلمع بصورة مختلفة للتعاون مع بعض جهات التمويل والاقراض ربما من اجل ايجاد سواق مواز للصناعات اليدوية المحلية، والانشطة التجارية النوعية بهدف اجتماعي، والعمل على دعم المبرزين منهم، واشترطت عليهم، وفرضت دورات صقل وتدريب، نجحت الفكرة الى حد ما ولكن سوف يبقى للأبداع مراحل، اربعة ملاحظات استوقفتني التركيز على المأكولات على رغم معاناة البعض من السمنة والسكري وغيرها، ارتفاع الاسعار، التعاطي غير الاحترافي مع الفكرة اعلاميا، غياب الصناعات اليدوية والاسر المنتجة والبعد عن الخيارات الابداعية.

[email protected]

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *