لعنة السيمفونية الخامسة

Avatar

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]محمــد العــزبي[/COLOR][/ALIGN]

لاشك ان الذواقة استمتعوا في \”ليلة لا تنسي\” بأوركسترا القاهرة السيمفوني يقوده موسيقار إسرائيلي في أحضان دار الأوبرا المصرية.. لولا أن شيئاً ما لا يريح أزعج البسطاء وكثيرا من المثقفين.
وماذا بعد؟
قادة الثقافة الرسميون وعدد من كبار الأدباء وعشاق مد الجسور مع إسرائيل. ذهبوا وصفقوا وتحمسوا وقالوا بأن \”الحضارة انتصرت على أرض مصر\”!!
ومع ذلك. ورغم توجيه إهانات مستهينة بمواقف ومشاعر المصريين الذين لا تعنيهم سيمفونية بيتهوفن الخامسة الرائعة ولا عزف المايسترو المبدع \”دانييل بارينبويم\”. بقدر ما يدمي قلوبهم ما فعلته وتفعله وسوف تفعله إسرائيل بنا.
لم يبق إلا أن يذاع الحفل علي التليفزيون المصري. حتي يكتمل الزهو بحضارتنا. وليس ذلك مستبعدا. ففي برنامج استضاف الدكتور \”إبراهيم كامل\” أفاض الرجل علينا بهدوء وإيمان بعض معتقداته بأن إسرائيل مظلومة فنحن الذين نعتدي عليها ونستفزها وندفعها لتولي المتعصبين من رجالها أمثال \”ليبرمان\”. حكمها. يأتي اليوم وزيراً للخارجية. وإن شاء الله لو بقينا على حالنا سوف يصبح رئيسا لوزراء إسرائيل.
وحالنا أيضا لا يعجبنا. ولكن ليس بمنطق أن تكون مصر هي \”الكبيرة\”. تقدم ما يطمئن جارتنا المسكينة. فيسود السلام!!
ثم يأتي العازف العبقري \”دانيال\” ليعطينا دروساً في الجمال والتسامح وتمجيد الحريات!!
ولقد استمعت إلى زميلي \”يسري السيد\” في قناة النيل الثقافية يرد على براءة \”دانيال\” بعلاقته الخاصة مع صديقه المفكر الفلسطيني الكبير الراحل \”ادوارد سعيد\” الذي أنشأ معه \”أوركسترا ديوان الشرق والغرب\” يضم عازفين من إسرائيل ودول عربية كانت مصر من بينها. وهو الأوركسترا الذي أثار جدلاً وأحاط به الغموض..
أما \”يسري\” فقال ما معناه ان \”ادوارد سعيد\” نفسه ــ مع كل التقدير له ــ لم يحس بالوطن الفلسطيني عندما زار القدس بعد سنوات طويلة من الغربة أستاذاً في الجامعات الأمريكية. إذ قال – صادقاً – بأن بيته لم يعد هنا!!
وإذا كان \”عمر الشريف\” قد رحب به. و\”فاروق حسني\” احتفي ودعا من ترددوا للحضور علشان خاطره. وكتاب ومفكرون و\”ناس هاي\” انبهروا وصفقوا فكل واحد منهم له ليلاه. وبعض سبق أن فعلها. والآخرون سوف يكررونها.
أما ان سفارة إسرائيل في القاهرة لم ترحب بالعازف الإسرائيلي ولم يهتم هو بها. فتلك قصة أخري.. بينما منحته حكومة فلسطين جنسيتها وجاء سفيرها في مصر مجاملاً أو متحمساً. فتلك أيضا قصة أخرى.
يبقي السؤال: وماذا بعد السيمفونية الخامسة؟
الجمهورية المصرية

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *