شمس الدين درمش

استمعت في فضائية \”اقرأ\” على حلقة من برنامج مشكلات الحياة التي يقدمها فضيلة الشيخ د. عبد الله المصلح ، ويستقبل فيها اسئلة من انحاء العالم ، لكن أكثر المتصلين من المغتربين في أوروبا وأمريكا.
وتدل نوعية الاسئلة على معاناة المغتربين الاجتماعية، وان كان بعض الناس يعيشون الغربة في اوطانهم، لأن شعور الغربة استوطن نفوسهم !!
كان أحد الاسئلة حول صحة مقولة \”لاشكر على واجب\” . وقد استنكر فضيلة الشيخ هذه العبارة، واورد أدلة من الكتاب والسنة على وجوب الشكر لمن أحسن. وهذه الأدلة معروفة ومنها على سبيل المثال قول الله تعالى \” أن أشكر لي ولوالديك إليّ المصير\” وقول الرسول صلى الله عليه وسلم \” من لايشكر الناس لا يشكر الله\”. وأورد قصة المرأة .. التي سقت كلباً ، فشكر الله لها وغفر لها. غير أن الذي لم يذكره فضيلته هو السياق الادبي الذي تورد فيه عبارة \”لاشكر على واجب\” ، والغاية التي تساق من أجلها . إذ ليس المقصود نفي حرفية العبارة، بل الغرض منها التواضع من المحسن أمام من أحسن اليه وتخفيف وطأت ذلك عليه إذ يردد أمام الحسن عبارات الامتنان ، وأنه صار عبد احسانه ، وأن عليه واجب الشكر والعرفان الذي هو عاجز عن تأديته والقيام به ، مما يدفع المحسن إلى هذا القول : \”لاشكر على واجب\” يا أخي، أي : إنني قمت بواجبي نحوك ، وهو ليس احساناً ومنة مني عليك، تتحمل عبء شكره ، ومكافأته ! وينقضي الأمر على هذا!! أما أن يكون المعنى نفي استحقاق جنس الشكر على القيام بالواجب، بالنظر الى الصفة الإعرابية في الجملة من معنى \”لا إضافية للجنس\” فهو أبعد مايكون عن المراد. فينبغي التنبه الى الجملة في مساقها، لفهم دلالتها، وهي مثل عبارة \”ثكلتك أمك\” و\”تربت يداك\”، و\”رغم أنفه\” وغيرها..

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *