كأس العالم والتحدي الكبير

Avatar

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]محمد بشير علي كردي[/COLOR][/ALIGN]

شاركتني رشا فطور صباح هذا اليوم، وكان لها على المائدة ما رغبت بتناوله من مناقيش الزيت والزعتر وأطباق اللبنة والزيتون والمكدوس والفول المدمس، فهي اليوم حسبما قالت أكثر شوقا للمشرق العربي وأكلاته الشهية. ومع فنجان القهوة وقد انتهينا من الفطور وانتقلنا إلى ركننا المعتاد للدردشة أخرجت رشا من حقيبتها اليدوية دفترا وقلما وتقمصت شخصية الصحفية وبادرتني بالسؤال التالي:
أرى الفرح باديا على وجهك بعد أن سمعت بفوز دولة قطر باستضافة كأس العالم لعام 2022، وبودي الوقوف على ما تمثله قطر بالنسبة لبلدكم ولعالمكم العربي؟ أجبتها بأن دولة قطر هي شقيقة بلدي المملكة العربية السعودية ، وبيننا روابط أسرية وتراثية، ونحن وإياها ومعنا بقية شعوب الجزيرة العربية ننتمي إلى بيت واسع تسكنه أسرة واحدة، ويميزه عن باقي البيوت تعدد بواباته بفعل فاعل، وعلى هذا فإن استضافة دولة قطر لكأس العالم هي في الواقع استضافة شعوب الجزيرة العربية لهذا الكأس المميز، ومناسبة لتعريف شباب العالم بالروابط الحضارية والثقافية التي تجمعهم مع شباب جزيرتنا العربية الذين من أرضهم شع نور الحق ومن بين أجدادهم بعث الله الرسل والأنبياء ليهدوا البشرية إلى مكارم الأخلاق.
وتسألني عن الأماني والأمنيات فأجيبها بأن الأماني هي أن تكون دولة فلسطين قد قامت على أرض صلبة وشارك فريقها الرياضي بالألعاب، وأن تعرف الكرة العربية طريقها إلى المرمى فتعطي العديد من الأهداف والميداليات ، أما الأمنيات فهي أن تعود قدسنا وفلسطيننا وكل أرض عربية محتلة إلى أصحابها، وأن يصل شبابنا العربي إلى مستوى راق في العلوم والمعرفة يرفع من مستوى المواطن العربي ويؤهله لحياة أفضل. ترفع رشا حاجبها بما يفيد الاستغراب، وتنتقد حشر قضية بيت المقدس في موضوع كأس العالم فأجيبها بأن كأس العالم مناسبة تجمع هواة هذه الرياضة للتمتع بما تقدمه الفرق المشاركة من إبداعات في حركة تدحرج الكرة بين أقدام اللاعبين حتى تدخل المرمى رغما عن حارسه ، والقضية الفلسطينية لا تزال تتدحرج بين أقدام السياسيين وتجار الدماء خلال المائة عام الأخيرة ولا تجد من يقذفها إلى المرمى، وفي وضع كهذا يكون لدى عشاق الكرة القدرة على حشد ملايين المشاهدين لهذه المباريات من أجل نصرة بيت المقدس؟.
وتسأل رشا عما في وسع تلك الحشود أن تعمله في سبيل نصرة بيت المقدس لمساعدة الشعب الفلسطيني، والعالم يعاني من أزمات اقتصادية، وتتفشى البطالة بين العديد من شبابه من البطالة ؟ فأجبتها بأن الأمر في غاية البساطة، وبالوسع المباشرة به من اليوم، ويتلخص بتعريف شباب العالم بما لبيت المقدس من عطاء حضاري وروحي تراه جليا وواضحا في وجدان المؤمنين بالله وملائكته وكتبه وأنبيائه ورسله وحكمائه، ووضعهم في الصورة لما وقع على الفلسطينين من ظلم واضطهاد، وبأن تخصص قطر لما يعادل عشرين بالمائة من ميزانية كأس العالم ، وكذلك الدول المجاورة لقطر والمنتجة للطاقة التي لا تزال وستظل تستورد الكفاءات العلمية لتطوير ما لديها من ثروات طبيعية، وترصد تلك المبالغ لتنمية الموارد البشرية وتطوير مناهج التعليم في بلداننا العربية على غرار ما قامت به الهند وماليزيا وسنغفورة، لنجد بيننا جيلا عربيا مزودا بآخر ما توصل إليه العالم في مجالات العلم والتقنية، يشارك ضيوفه عام 2022 وهو لا يقل عن غالبيتهم علما ومعرفة، ومزهو بما حققه من إنجازات في رفع مستوى معيشة مواطنيه بعد أن يكون قد حرر بيت المقدس وما حوله من الأسر، وأعاد لأمته العربية عزتها وكرامتها، وليس عام 2022 عنا ببعيد إذا ما صفيت النية وصحت العزيمة وأراد من بيدهم الحل والعقد من حكماء أمتنا أن نتبوأ مكانة مرموقة بين الأمم.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *