عندما نعبر بوابة التاريخ في مدينة ” كجدة ” التي تعج بالحياة فهي عروس تدهشنا تفاصيلها كأغنية أزلية نرددها ..
كشيء مشرق في الروح نتوارثها جيلا بعد جيل عبر التاريخ والزمان ، وأنت في طريقك إلى وسط البلد قلب مدينة جدة فأنت حتماً ستعبر بالمنطقة التاريخية لترى بيوت حجازية قديمة متراصة بجوار بعضها البعض ، ومن هذه المنازل وهي قليلة التي لا تزال تحتفظ بملامحها الجميلة فمن حيث الرواشين الخشبية المزخرفة كنوافذ لهذه البيوت العتيقة وبجوارها النقوش التي ترتسم على جبينها المتمثلة في جدرانها وألوانها الزاهية التي وقفت في وجه الزمن وهي تقبع وسط أزقتها الضيقة ، ولا يزال عبق الماضي موجودا حتى الآن ، كل هذه البيوت العتيقة و الأزقة الضيقة يشتم منها ذاكرة أهل ” جدة القديمة ” التي تحرضه على البحث عن حكاية المدينة القديمة في ذكرياتها الحجازية خلال بيت أزقتها وحاراتها ، وجدة القديمة أو التاريخية التي بلغت مساحتها 1 كلم مربع وأحيطت بسور حينها تكونت من أربع حارات رئيسة ومشهورة لا تزال حتى الآن محتفظة بنكهتها الحجازية الجداوية وهي التي شكلت النسيج الاجتماعي لجدة .
و قلب جدة التاريخية اليوم يعاني ويحترق بسبب إهمال شديد وأصحبت البيوت العتيقة والتاريخية تتساقط الواحد تلو الأخر نتيجة الحرائق وسوء المتابعة والرقابة البيئية ، إذاً لابد من إيجاد الحلول العاجلة للحفاظ على هذا الإرث التاريخي الذي لا يعني جدة وأهلها وإنما نحن نتحدث عن إرث حضاري يشكل مع منظومات أخرى تاريخ وطني مهم .
ان هذه المدينة الفاتنة ” جدة القديمة ” أو ” التاريخية ” هي المكان الذي يفوح منه عبق التاريخ المرتبط به أهالي هذه المنطقة على مر السنين ، ويتجسد إرث المدينة في متحف مفتوح يوثق التاريخ الإنساني ، ويروي قصة الارتباط بين الإنسان المكان .
همسة :
ليت الزمان يعود يوماً ..

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *