[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]بخيت طالع الزهراني[/COLOR][/ALIGN]

تصور لو أن كُلّ أو معظم المخالفين لنظام المرور عندنا يتوقعون قسيمة فورية .. فكيف سيكون سلوكه ؟.. باعتبار أن الناس في كل العالم – كحقيقة دامغة – يؤطرون على التزام النظام أطراً.
وإليك هذه الحكاية الخفيفة، ففيما نحن جلوس في احد المطاعم دخل علينا من الشارع المقابل رجل غاضب يسأل: (لو سمحتم من هو صاحب السيارة البيضاء الـ……. ؟).. وراح يتفرس برغبة وأمل في وجوه الجالسين، لعل أحدنا يقول (ها هو ذا – أنا).. لكننا خيبنا ظنه، وعندما يئس اقفل يتمتم : (حرام والله، لي ساعة وأنا \” ملطوع \”).
هذه الحكاية غيض من فيض لحكايات أخرى كثيرة ومتنوعة، تكشف حجم الاستخفاف بقواعد السير والمرور التي وصل اليها عدد ليس قليلا منا، بعد أن اطمأن – فيما يبدو – الى ان احدا لن يحاسبه على ممارساته السلبية تلك.
ولو اردنا ان نعدد طرفا من ابرز المخالفات المرورية الغريبة هنا، لوجدنا اننا نكاد ننفرد بها عن الآخرين، ففي الكثير من البلدان وطبقا لنظام السير فإن الاولوية هي لمن هم في الميدان، وتجد الناس هناك يلتزمون بذلك حرفيا، بينما المعادلة معكوسة عند كثير من سائقينا هنا فالأولوية هي لمن يهجم على الميدان.وهناك لا أحد يسد على الاطلاق في المسار الايمن (أو الايسر بحسب نظام السير لكل بلد) الذي يكون مخصصا للسيارات التي تنعطف الى الشارع الآخر المتعامد، بينما السائقون هنا يملأون هذا المسار بكل برود اعصاب ويظل من خلفهم يطلق بوق سيارته محتجا لكن الامر لا يعني شيئا لأولئك المخالفين والغريب أنه ربما يكون في المكان جندي مرور.
لن اضيف تفاصيل أخرى عن بقية المخالفات، مثل تجاوز الخط الاصفر بطيش وحماقة كبيرة ترعب مواكب العابرين، ولا عن الوقوف الخاطىء امام المحلات التجارية والمساجد والمدارس وسد الطريق عن أهلها، ولا عن التوقف خلف سيارات واقفة بشكل نظامي، ولا عن المساقطة والتلوي كالثعبان بين السيارات السائرة… الخ ..
أخلص من كل ذلك الى أن امام الادارة العامة للمرور عمل كبير، وكبير جدا لتأسيس ثقافة مرورية ناضجة، وما تم تقديمه حتى الان هو قليل قياسا بعشوائية وركاكة التزام السائقين بقواعد المرور، وانا لست مخولا ولا متخصصا لأقدم توصيفا لـ (آلية بناء ثقافة مرورية) شاملة.لكنني اقول ان احترام قواعد السير لا تتم من خلال الرجاءات والتوعيات النظرية وحسب، بل لابد من (عمل كبير) على الارض يدعمه ضخ أعداد كبيرة جديدة من العناصر البشرية والآليات الى جهاز المرور.
التقنية لوحدها لم ولن تكون حلا رغم اهميتها كعنصر مساند، ومتى عرف كل احد انه تحت الرقابة الصارمة للمرور فإن الحال سيتبدل شيئا فشيئا.
والحقيقة إن أحوال المرور الحالية ليست طموحنا، ولابد كـ (أداء للواجب كاملا) أن تبدأ معركة التغيير.
[email protected]

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *