في ظل النقد الخطأ قد تزل الألسن والأقلام
الإسلام دين هو الأصلح لإشاعة العدل والسلام في المجتمعات الإنسانية ولاشك، بما اشتمل عليه من احكام صالحة لكل زمان ومكان حتى تقوم الساعة، وذلك لأنه الدين الخالد الباقي، فربنا عز وجل يقول : (ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله خاتم النبيين) ورسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم يقول (لا نبي بعدي) والله يقول: (واذا أخذ الله ميثاق النبيين لما أتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه قال: أقررتم وأخذتم على ذلكم اصري قالوا أقررنا فأشهدوا وأنا معكم من الشاهدين)، ويقول : (وإذ قال عيسى ابن مريم يا بني إسرائيل إني رسول الله اليكم مصدق لما بين يدي من التوراة ومبشراً برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد)، والدين جاء بذلك نص الكتاب هو الإسلام فالله يقول : (ومن يبتغ غير الاسلام ديناً فلن يقبل منه)، وهو دين لا يفرض على الناس الايمان به كرهاً، فالكره عليه لا إيمان له، لذلك يقول الله عز وجل : (لا اكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها والله سميع عليم) ويقول : (ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعاً أفانت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين).
هو دين لا يصح انتساب أحد اليه الا اذا اعتقد صحته واتبع الرسول، وصف الله المؤمنين فقال : (قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون الذين هم عن اللغو معرضون. والذين هم للزكاة فاعلون. والذين هم لفروجهم حافظون إلا على ما ملكت ايمانهم فانهم غير ملومين. فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون. والذين هم لأمانتهم راعون. الذين هم على صلاوتهم يحافظون. أولئك هم الوارثون. الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون) وهو دين العدل حتى مع اعدائه، أليس ربنا يقول (يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط ولا يجرمنكم شنآن قوم على الا تعدلوا اعدلوا هو اقرب للتقوى)، والإسلام من جذر واحد، فالله يعبر عن الإسلام بالسلام في قوله تعالى : (يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة ) وطريقه طريق السلام، واسم ربنا السلام ودار خلوده وجنته دار السلام ألم يقل ربنا (لهم دار السلام عند ربهم)، ويقول : (والله يدعو الى دار السلام) وتحية اهل الجنة السلام والإسلام لا يعارض ولا يناقض، ولا يدعي جاهل انه قادر على نقده، أما انتقاد من يحملون علمه اذا أخطأ فمباح لمن كان في مستوى علمهم، فكل يؤخذ في قوله ويرد عليه الا سيدنا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – المبعوث رحمة للعالمين.
فلنحذر اذا آذانا أحد بغلو وتشدد فأمتلاك قلوبنا عليه ضغينة، ولنعلم يقيناً انه لا يمثل الإسلام، فلا تختلط علينا الأمور، فيجرنا ذلك لننتقد الإسلام ذاته فالغالي المتشدد زائل كما هو أيضا المتساهل في دينه، والإسلام باقٍ حتى تقوم الساعة بحفظ الله له، واذا أخذ بعض الناس راحته في نقد بعض ما جاء به الإسلام فليعلم انه أجرم في حق نفسه وفي حلق دينه وحق أمته، فليضبط قلمه ولسانه حتى لا يناله من الله مسّ عذاب فاللهم احفظ علينا ديننا واحمه من عثرات الأقلام والألسن انك سميع مجيب.
ص ب 35485 جدة 21488 فاكس 6407043
[email protected]
التصنيف: