فائدة عظيمة من منهج الشيخ الشعراوي

• مشعل الحارثي

مشعل الحارثي

العالم الجليل والداعية والمفكر الإسلامي فضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي ذلك العالم العابد والفقيه الزاهد الذي طالما شغف قلوب المسلمين في كافة أصقاع العالم واسر عقولهم بأسلوبه الدعوي المميز بطلاوة الحديث وفصيح العبارات والمخاطبة البسيطة لكل الطبقات وفئات المسلمين وعلى اختلاف طوائفهم.
وقد لا يعلم البعض أن فضيلته رحمه الله وخلال مسيرة حياته العملية قد قضى فترة منها أستاذاً بكلية الشريعة بجامعة الملك عبد العزيز فرع مكة المكرمة وإضافة لما اشتهر به من الصفات والخصال الإسلامية الرفيعة فهو رجل عابد وزاهد في الدنيا وما فيها وقد اقبل على الله بقلبه وعقله وبكل جوارحه واختط مسار الدعوة إلى الله وشرح مفاهيم الإسلام الصحيحة بأسلوبه المتفرد فأعانه الله ووهبه جذوة الإيمان الصادق ونوره الوضاء وحسبي من ذلك أن أورد هذه القصة التي رواها لي احد طلبته بهذه الجامعة ممن كانوا يكنون له كل المحبة والتقدير والإجلال وممن كانوا يتسابقون حتى في وقات راحتهم الشخصية للاستفادة من غزير علمه ومعرفته الواسعة فكان أن دعاه مجموعة من الطلبة لتناول طعام العشاء معهم بمقر سكناهم فقبل الشيخ ولبى دعوتهم ومنذ أن حل بهم والجميع يحاول أن لا يفوت الفرصة للاستزادة من علمه وثقافته الواسعة حتى لم يشعروا بمضي الوقت فأشفقوا على أستاذهم وشيخهم مما لحق به من جهد ومشقة فعرضوا عليه المبيت لديهم وكم كانت سعادتهم لا توصف عندما وافقهم على ذلك فعقدوا العزم على أن يراقبوه من بعيد وبدون أن يشعر بذلك وكم كانت دهشتهم وهم يرونه مستغرقاً في نومه إلا انه لا يحرك يداً أو رجلاً أو ينقلب على احد جنبيه إلا مسبحاً مهللاً مكبراً كل ذلك وهو يغط في نوم عميق حتى قبيل الفجر فاستيقظ من نفسه وبدون أي منبه وصلى ما كتب الله له ثم اخذ يتلو آيات الكتاب المبين ويتدبر آياته حتى حلول وقت صلاة الفجر فأوقظ الجميع الذين كانوا في حقيقة الأمر في يقظة تامة وان تظاهروا بالنوم حتى لا يشك شيخهم في أمرهم .
وفي صبيحة اليوم الثاني بادر أحدهم الشيخ بسؤاله عن الأسلوب الذي انتهجه شيخهم فيما وصل إليه من علم وثقافة في تحصيله لعلمه الواسع فقال رحمه الله أن ذلك كان يقوم على مبدأ بسيط جداً فأوجز لهم السر حفظ خمس آيات من القران الكريم مع شرحها وتفسيرها وحفظ احد الأحاديث الشريفة مع تفسيرها ثم القراءة الحرة في كافة مجالات المعرفة من آداب وعلوم موضحاً بأن كل تلك الأمور لم تكن تستقطع منه أكثر من ساعتين يومياً فكون ثروته الحقيقية من العلم والثقافة الواسعة وما أحرى شباب اليوم باتباع هذه النهج والأسلوب الذي يؤصل لوجودهم في هذه الحياة ويدفعهم لمزاحمة الأمم الأخرى على هدى وبصيرة وعلم وعمل رحم الله الشيخ الشعراوي رحمة واسعة وجزاه الله خير الجزاء على ما قدمه لأمته الإسلامية وكل ما يتصل بديننا الحنيف من علم نافع ومؤلفات عديدة ومن تفسيره للقران الكريم وصدق الحق تبارك وتعالى إذ يقول في محكم التنزيل ( ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين امنوا وكانوا يتقون , لهم البشرى في الحياة الدنيا والآخرة لا تبديل لكلمات الله ذلك الفوز العظيم ) صدق الله العظيم .. وهذا علمي والسلام .

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *