عندما يصبح المساعد فوق الرئيس!!
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]إبراهيم معتوق عساس[/COLOR][/ALIGN]
يوجد في بعض المدن بعض الوظائف الرفيعة المستوى التي قد يصل بعضها إلى المرتبة الرفيعة الممتازة التي تعطى لحاملها بحكم التصنيف الوظيفي وتكون لها صلاحيات تقابل المرتبة نفسها من حيث المستوى ولكن تظل بعض تلك الوظائف وأصحابها مرتبطين بالوزارة الأم إلا أن الصلاحيات الممنوحة لصاحب تلك المرتبة الرفيعة تجعله مستقلا في إدارته لذلك المرفق وفي اختيار مساعديه وتدوير الوظائف حسب المصلحة بين العاملين معه ومن المفروض أن تكون له الكلمة العليا في ذلك الجهاز وإذا كانت هناك تعليمات صادرة من مرجعه الأعلى فينبغي ان يبلغ بها من ذلك المرجع لأن مدير مكتب أو سكرتيرا أو مشرفا عاما أو نحوها من الوظائف التي تُقل أو توازي المرتبة نفسها لأن ذلك يؤثر سلبا على هيبة الوظيفة وعلى هيبة صاحبها ويؤدي إلى خلل داخل الجهاز مما يؤثر على مصالح الناس ويؤدي إلى ضياع كثير من الحقوق وانتشار الفوضى في أرجاء ذلك القطاع الإداري والخدمي.
فإذا كان لدى صاحب تلك الوظيفة مساعد في شأن من الشؤون واصبح ذلك المساعد يتلقى دعماً وتوجيهاً مباشراً من بعض العاملين في الوزارة متجاوزين بذلك رئيسه المباشر في العمل بقصد أو بدون قصد فإن مثل هذا التصرف الإداري غير السليم يجعل ذلك المساعد يشعر بالقوة أمام رئيسه المباشر في القطاع نفسه الذي قد يكون رئيسها في الممتازة ويقوده ذلك الشعور إلى تمرد عليه وتكوين مركز قوة ويجذب اليه بعض العاملين في القطاع فيصبح رئيسه المباشر أقل شأن منه وقوة وقدرة خصوصاً إذا اتضحت قوة المساعد من خلال قدرته على التأثير على مصالح وحقوق وترفيعات وترقيات ومكافآت الموظفين لأنه يستطيع بقوة اتصاله بالمرجع الأعلى أن يُحقق مع هذا ويُجمد ترقية ذاك ويرفع من يشاء ويخفض من يشاء حتى يسود الاعتقاد لدى غالبية الموظفين أن الأوراق واللعبة كلها في يده فينضمون إلى لوائه طمعاً في الترقيات على طريقة أذكرني عند ربك أو تفادياً للعداوات والعقوبات ومن المؤسف أن بعض هؤلاء المدعومين يشعرون بالفخر والاعتزاز أنهم كذلك وأنهم لا يُخفون ما يتلقونه من دعم ويحاولون توزيع القوة بينهم وبين رئيسهم المباشر حفاظاً لماء وجه العمل والوظيفة الممتازة وصاحبها بل يتباهون بما يتلقونه من دعم وكلما تحدث الناس عن قوتهم وسطوتهم وتأثيرهم على مصدر القرار وأن الكلمة العليا أصبحت لهم في ذلك القطاع زاد ذلك من رغبتهم في الظهور والاستعلاء على رئيسهم حتى ينزع منه كل شيء بما في ذلك ترقية موظف يستحق الترقية نظاماً ولكن لأن ذلك الموظف لم يكن من ضمن المجموعة المُلتفة حول المساعد المدعوم فإنه يقف في طريق تلك الترقية بحجة أنه لم يوقع على الأوراق أو أن له رأياً آخر في الموظف يختلف عن رأي رئيس القطاع وقد يكون هذا الموظف المظلوم لا يعمل تحت إدارة المساعد المدعوم ولكن لأن المدعوم يريد أن يبسط ذراعيه على القطاع كله فإنه يفعل هذه الأفعال حتى تكون رسالة منه لجميع العاملين إما أن يكون الولاء له ويهطل عليه كما يهطل المطر في اليوم المطيري أو يكون المصير التجميد والتغيير فإن لم يجد مثل هذا المدعوم وقفة قوية من رئيس الجهاز وتُرك له الحبل على القارب وقد يأتي اليوم الذي يستهتر فيه برئيسه حتى لا يأبه بحضور الاجتماعات الإدارية أو الفنية التي يرأسها ذلك الرئيس والتي قد يضم بعضها عدداً من مندوبي الإدارات الحكومية مما يؤدي إلى أن تصير سيطرته وأيضاً سطوته من داخل القطاع إلى أبعد نقطة إدارية في منطقة القطاع.
إن دعم أي موظف ضد رئيسه بهذه الطريقة يؤدي إلى ضياع هيبة الوظيفة وإلى سيادة الفوضى داخل أي جهاز هذا حاله لأن الأمور قد تصل إلى ان يُصدر الرئيس قراراً فلا يُنفذ من أي موظف بمن فيهم موظفو بند العمال وهذا ما لا يتمناه أحد على الإطلاق.
التصنيف: