[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]علي محمد الحسون[/COLOR][/ALIGN]

** ذات مرة وقبل سنوات كنت في بلد عربي شقيق أقضي إجازة قصيرة.. وكانت لي معرفة بشاب مثقف.. يحتل مركزاً جيداً في إحدى صحف ذلك البلد.. وذات يوم كنا نتحاور في كثير من القضايا.. وكان أمامي فنجان قهوة بعد أن انتهيت منه بلا قصد \”كفيته\” في الصحن.. وفجأة صاحت امرأة:
.. بتقرأ \”الفنجان\”..؟! وحبكت النكتة معي فقلت نعم.. وبسرعة دلقت ما في فنجانها في جوفها وكفته هو الآخر.. ومدته إليّ وهي كلها ارتباك لمعرفة ما يخبئه لها هذا الفنجان.. و\”بخبث\” لا أنكره رحت احملق في الفنجان وبطرف عيني أتابع حركاتها ونظراتها مع زوجها الذي لم ينطق بكلمة ورحت أسرد عليها من مصائب الدنيا.. ومشاكلها وبين كل كلمة وأخرى أقول لها عن جملة \”فرائحي\” وهي في كل مرة \”تلكز\” زوجها سمعت أنا بأقول من زمان.. إنه هناك فيه من يلاحقني.. وانهيت الاستطلاع في قعر الفنجان وأنا أضحك على هذه السذاجة التي يتمتع بها هؤلاء.
تذكرت هذا وأنا اقرأ عن ذلك الرجل الذي ضحك على أكثر من 1000 شخص حصل منهم على مبالغ طائلة وفي النهاية يكتشفه طفل لا يتعدى التاسعة من عمره عندما طلب منه أن يعلمه عن منزل جيرانه الذين كانوا على موعد معه في اليوم التالي للكشف لهم.. فراح الصبي ـ يخبر صاحب المنزل بما طلبه منه ذلك المحتال الذي يجمع المعلومات ثم يدلقها في أذن الضحية كأنه يكشفها اللحظة..
وياما في الدنيا مهابيل.
ألعاب فقدناها

** حتى وقت قريب كانت لنا ملامح.. وكانت لنا عادات.. وكانت لنا ألعاب.. حتى وقت غير بعيد كانت هناك مظاهر كثيرة جداً .. وكانت الألعاب لا تأتي إلا في مواسمها المخصصة لها.. فهناك المزاويق .. والكبوش والبربر.. والليري.. والكبت.. والطبط.. والعجل.. والضاع وشق القنا.. وعصفور.. والبسيس.. وام عشرة وام خمسة.. ولب البيت.. والتزقير.. والكيرم والضومنة والشطرنج.. وغيرها من الألعاب التي لا يعرفها كل أبناء هذا الجيل وأن فهمها بعضهم لكنه لم يمارسها.وهذه الألعاب كانت تحتوي على كثير من الفوائد سواء كانت فوائد رياضية.. أو ذهنية..
لقد عنَّ لي ذات مرة أن اسأل أحدهم وهو في العشرين من عمره أو يزيد عن \”الكبش\” ولم يستطع أن يقول شيئاً سوى الاندهاش من هذا السؤال.. وهذا \”الكبش\” هو العظم الذي يأتي في مفصل قدم ويد الشاة.. سواء كانت خروفاً أو ماعزاً.
وهذه الألعاب والتي كانت منتشرة في جميع أحياء المدينة المنورة.. بل أن بعض هذه الألعاب لها مثيل في بعض مدن المملكة الأخرى.. وكان من المفروض من الأندية الرياضية التي أصبح شغلها الشاغل كرة القدم.. والتناحر فيما بينها.. والتنافر الذي يجري على جنبات مدرجاتها كان من المفروض منها أن تلتفت إلى احياء هذه الألعاب وادخالها ضمن برامجها.. فبعض ما تصرفه على كثير من الأوجه غير المفيدة لو صرف على هذه الألعاب لكان أجدى وأنفع.. ولكن على من تقرأ مزاميرك باداود؟؟.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *