علي محمد الحسون

ما أشبه هذه بتلك !!

هل نعتبر ما يدور في الوسط \”الصحي\” من خطف للكوادر الطبية من بعض المستشفيات إلى المستشفيات الأكثر قدرة على دفع رواتب أعلى من التي تتسلمها هذه الكوادر الطبية في تلك المستشفيات؟ .. هل نعتبرها سوقاً سوداء، إنه أمر غاية في الصعوبة لقد شكا لي أحد كوادرنا الطبية الرائدة في تخصصها والذي يدير أحد تلك المستشفيات – المظلومة – من أن المستشفى يواجه شبه حرب ضروس من قبل بعض المراكز الطبية والمستشفيات الخاصة التي تقوم بإغراء بعض القدرات الطبية بدفع رواتب عالية مع بدل سكن عالٍ وإنني أجد نفسي مضطراً إلى السماح بنقل خدمات ذلك الطبيب إلى المستشفى الآخر هذا ما يقوله عزيزنا المسؤول في ذلك المستشفى، ويبدو أن هذه \”السوق\” السوداء الرائجة تحتاج إلى سن قوانين تمنع أو تحد من امكانية هذه – الحركة – ولا أعتقد أن عقول أهل الشأن في الطب تقصر عن وضع حدود لهذا العمل: وإلا سوف تجد مثل هذه المستشفيات وهي قادرة على تقديم خدمة طبية ممتازة تجد نفسها في حالة صعبة من المواصلة.
لقد قلت لذلك الصديق الطيب وهو ينقل معاناته تلك يبدو أن هناك شبه تطابق بين هذا الذي يجري في الطب وما يجري مثله في الصحافة فأنت لا تكاد تعمل على توفير الفرصة لذلك الصحفي المغمور أو حتى الكاتب المبتدئ وتساعده على إبراز اسمه فما أن يبرز حتى تخطفه احدى الصحف بمزيد من المال والإغراء وتلك قضية أخرى.. فما أشبه هذه بتلك !!.