علي السليمان الحمدان كما عرفته
أحمد بن محمد الصائغ
الصديق الحميم الذي تربطك به مشاعر الود والتقدير يجعلك تشعر بالأسى العميق حين فقده، وهكذا كان شعوري بالأسى حين علمت برحيل الصديق والإنسان النبيل الأستاذ علي السليمان الحمدان مدير عام الشؤون الاجتماعية بمنطقة مكة المكرمة سابقاً والذي أمضى حياته وكرس جهوده في سبيل خدمة الدين والوطن.
والفقيد رحمه الله ينتمي لأسرة كريمة لها مكانة محترمة وتاريخ مشرف أنجبت العديد من الرجال البارزين الذين اسهموا بجهودهم المخلصة في خدمة الوطن في المجالات الإدارية والاقتصادية والاجتماعية ومنهم معالي الشيخ عبدالله السليمان أول وزير للمالية في عهد مؤسس المملكة ورائد النهضة والاصلاح الملك عبدالعزيز آل سعود رحمه الله.وكان عبدالله السليمان الحمدان يحظى بثقة وتقدير الملك عبدالعزيز رحمه الله لما أبداه من الولاء والإخلاص، والدور الرائد الذي قام به في مرحلة تأسيس وترسيخ قواعد النهضة الحديثة تحت قيادة العاهل المؤسس رحمه الله.
وقد عرفت الفقيد الأستاذ علي السليمان الحمدان في البداية من خلال مقالاته الهادفة الرصينة التي كان ينشرها في الصحف ففي العقد الأول من عهد صحافة المؤسسات كان يساهم في كتابة \”يوميات البلاد\” التي كان يشارك في كتابتها نخبة من الأدباء والمفكرين.
وكانت معرفتي الشخصية المباشرة به قبل ثلاثين عاماً حين حضر ذات مرة إلى مقر الخطوط الجوية السعودية بقصد زيارة خاصة لمعالي الشيخ كامل سندي في مكتبه حين كان يتولى منصب مدير عام الخطوط السعودية وكنت أعمل في مكتب المدير العام ولذلك اتيحت لي فرصة مقابلة الأستاذ علي السليمان الحمدان والتعارف الشخصي بيننا وقد دعاني لزيارته في مجلسه المسائي الذي يجمع بعض المحبين من الأصدقاء ويتبادلون الحديث عن كل ما هو مفيد من المعلومات والذكريات ومستجدات الحياة العامة وشؤون المجتمع. وقد توطدت صداقتي وتواصلي معه بزياراتي له في منزله بين حين وآخر وفي مناسبات الأعياد ومن خلال الاتصالات الهاتفية، وقد كان رحمه الله يتحلى بدماثة الأخلاق والتواضع وعفة اللسان وطيب السريرة، ومع تكرار زياراتي له والحديث معه لم أسمع منه إلا ذكر المحاسن والترفع عن ذكر أية إساءة للغير وهذا ما زاد تقديري وإكباري له. لقد كان رحمه الله من جيل تربى على القيم والشيم الأصيلة، وهو جيل البناء والعطاء والجد والإخلاص. رحم الله الفقيد العزيز، وأثابه على ما بذله من جهود مخلصة في خدمة الدين والوطن.وبارك الله في أبنائه الأعزاء وجعلهم خير خلف لخير سلف.
التصنيف: