عقود انتقال للصحفيين بملايين الريالات

• بخيت طالع الزهراني

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]بخيت طالع الزهراني[/COLOR][/ALIGN]

** هناك فرق بطبيعة الحال بين \”الصحفي\” وبين \”لاعب كرة القدم\”.. من حيث الراتب، والمكافآت، وسيل الهبات التي تتدفق على كل منهما بعد كل منجز، أو أداء للعمل.. فالصحفي كما هو معروف إما أن يكون له راتب وحقوق مالية وظيفية إذا كان متفرغاً، أو أن يكون له مكافأة \”متواضعة\” إذا كان متعاوناً يسمونها (مكافأة مقطوعة) ثم بعد ذلك لا يدخل جيبه ريال واحد غيرها، فضلاً عن أن يكون له استحقاقات نهاية الخدمة، أو أن (يشم رائحة) دفع التكاليف الصحية عند مرضه هو أو أحد أفراد أسرته.
** بينما لاعب كرة القدم، وخصوصاً النجوم الكبار في الأندية الكبيرة، فإن أولئك -ما شاء الله – يتحركون فوق \”أمواج\” من الأموال \”المتلاطمة\” بدءاً بالعقد الذي وصل عند بعضهم (محليا) هنا في السعودية إلى أكثر من (25) مليون ريال، إلى الراتب الذي يصل إلى (20) الف ريال، إلى مكافآت الفوز في المباريات العادية، إلى المكافآت \”السخية جدا\” بعد احراز البطولات، والتي قد تصل إلى ما فوق مئة ألف ريال لكل بطولة، وربما أكثر، إلى جانب ما يقدمه المعجبون من أعضاء الشرف وغيرهم من هدايا من نوع \”ما خف وزنه وغلا ثمنة\”.. أو ما زاد وزنه وارتفع ثمنه، مثل سيارة شبح، أو BMW أو نحوها مما يصل ثمنها إلى مئات الألوف من الريالات.
** وإذا كان الصحفي واللاعب يختلفان فيما سبق، فإنهما يتشابهان في شيء محدد، وهو حرية الانتقال، مع فارق بسيط، وهو أن اللاعب مرتبط بعقد فإذا انتهت مدته، صار توقيعه حرّا، أما الصحفي فإنه اليوم في هذه الصحيفة، وغداّ في الأخرى، أي أن المجال أمامه مفتوح على طول دون حتى أن يودع زملاء الأمس، لمجرد أنه وجد فرصة عمل في صحيفة أخرى، بمبلغ يزيد قليلا في الراتب، وهي عموماً زيادة ليست كبيرة جدا، ولا تساوي \”معشار\” المغريات التي يلقاها لاعب الكرة إذا ما قرر الانتقال إلى نادٍ آخر.
** واللافت أن الصحفي إذا انتقل إلى صحيفة أخرى، لا ينتقل عادة لأن رئيس تحرير الصحيفة الأخرى (جرى) وراءه، و\”وسّط\” طوب الأرض، من أجل استقطابه، كما هو حال لاعب كرة القدم، ولكن لأن الصحفي قام بتفاهمات مع الصحيفة الأخرى، ربما تكون مع قيادي أقل من رئيس التحرير، بمعنى أن الصحفي هو الذي \”يفرض\” نفسه وخدماته، بينما نجوم الكرة يكون الآخرون هم الذين ركضوا وراءهم، و\”داخوا\” السبع دوخات حتى حصلوا على موافقته \”العزيزة\” وعلى توقيعه لناديهم، في احتفالية باذخة، تحضر فيها \”الفلاشات\” بزخم هائل، ويرتفع فيها قميص اللاعب، في حفلة باهرة وسعيدة من حضرة رئيس النادي ومعاونيه.. وفي صورة لا تتكرر ولا تقاس بانتقال الصحفي من صحيفة إلى أخرى.
** الصحفي ينتقل من صحيفته إلى الأخرى، وهو بنفس الملابس الثوب نفس الثوب، والغترة والعقال نفسهما، بينما اللاعب يخلع قميص ناديه وألوانه السابقة، ويرتدي ألواناً جديدة، يظهر فيها كما لو كان في حفلة ميلاد جديدة.. ويبدو أمام الجمهور شكلاً مختلفاً فبعد أن كان أخضر وأبيض مثلاً صار أصفر وازرق، ويبدو شكله الجديد غير مألوف للناس للوهلة الأولى، ولكنه مع الأيام يصبح شيئاً مألوفاً، وان كان هناك من الجمهور الرياضي من يظل غير مقتنع بأن يرى هذا النجم الكروي أو ذاك في ملابس مختلفة عن ملابسة والوان ناديه السابقة، على طريقة شاعرنا العربي القديم المملوء بالعواطف (نقّل فؤادك حيث شئت من الهوى – ما الحب إلاّ للحبيب الأول).
** وفي كل الأحوال يظل الصحفي في صورة إنسان (غلبان) قياساً بصورة النجم الكروي.. فالثاني استحوذ على \”الكعكة الكبيرة\” بينما الأول لم يحصل إلاّ على \”الفتات\” هذا إذا كان هناك \”فتات\” فعلاًَ.. ومع ذلك فإن الصحفي إنسان نبيل، واللاعب النجم كذلك.. وكان ولا زال بحاجة ماسة إلى أن يعاد النظر في \”أحواله\”.
وإلى أن يتم هذا الأمر دعونا \”نتفرج\” فقط على العقود والمزايا الجديدة لاخواننا لاعبي كرة القدم ونقول ما شاء الله.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *