عقل المرأة وظلم المجتمع
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]ناهد إمام [/COLOR][/ALIGN]
خوفاً من عقلها تجد البعض يحلو له أن يضع الأقفال على فمها وعينيها وأذنيها فتغدو لا ترى ولا تسمع ولا تتكلم وإن حدث فبإذن، وخوفاً من إغوائها وفتنتها يحلو للبعض الآخر أن يزيد فيحكم الإغلاق بنقاب – ولا أقصد هنا من ترتديه بإرادتها لسبب أو لآخر- وهكذا تبدو المرأة فى مكانها \” محلك سر \” ، لا زالت تطالب بشارع آمن، ومكان عمل آمن ، وحتى \”بيت\” آمن!
لا زالت بالفعل \” محلك سر\” تفتقد الأمان فى كل مكان تغشاه، ووسط هذا كله تجد تبريرات جاهزة من الشيوخ والمثقفين لما يمارس تجاه المرأة من قهر.
ولأن الأمان والكرامة تمنحها عقول فاهمة وإرادات عادلة، فإنك تندهش عندما تجد نداءات أو كتابات منصفة كالذي كتبه الشيخ عائض القرني فى جريدة الشرق الأوسط مؤخراً مفنداً جوانب ظلم المرأة في مجتمعاتنا ، فعن ظلمها ماديا يقول: \”ظُلمت المرأة عند الجهلة في مالها ثلاث مرات، مرة قبل زواجها يوم كان أبوها الجافي وأخوها القاطع يحاسبانها في آخر كل شهر على راتبها، ويقتران عليها بالنفقة، وظلمت مرةً ثانية من زوج بخيل شحيح تسلط على مالها وحرمها حرية التصرف فيما تملكه، وظلمت مرة ثالثة لما طلقت فمُنعت من أبسط حقوقها المالية، فخسرت المال والزوج والأطفال والبيت والحياة الأسرية.
وفي شأن آخر تظلم المرأة فيه أيضا، يقول:\” المرأة مظلومة عند الكثير من القساة الجفاة الجهلة بالشريعة، فإن تأخر زواجها لسبب من الأسباب الخارجة عن إرادتها قالوا: عانس حائرة بائرة ولو أن فيها خيرا لتزوجت، وإن طُلقت قالوا: لو أن عندها بعد نظر، وحسن تبعُّل، وجميل خُلق، لما فارقها زوجها، وإن رُزقت كثيراً من الأبناء والبنات قالوا: ملأت البيت بالعيال، وأشغلت الزوج بالأطفال، وإن لم ترزق ذرية بأقدار إلهية، قالوا: هذه امرأة عقيم لا يمسكها إلا لئيم، والبقاء معها رأي سقيم\”.
فقرات أخرى من المقال الذى أراه من أجمل ما كتب ومن شيخ ، مثلت هذه الفقرات رداً قوياً على من يقول \” هوه الستات عايزين إيه\”، \” أو من يدعو على قاسم أمين باعتباره محرر المرأة وأنه جرها إلى الشقاء، أو حتى من يقول \” ما انتوا أخدتوا كل حاجة ناقصكم إيه\”، يقول القرني:
وإن تركت مواصلة التعلم وجلست في بيتها تشرف على أولادها قالوا :ناقصة المعرفة ،ضحلة الثقافة ،رفيقة جهل ،وإن واصلت التعليم وازدادت من المعرفة قالوا:أهملت البيت،وضيعت الأسرة ،وتجاهلت حقوق زوجها.
إلى هنا اكتفى باقتباسات مقال الشيخ وندائه، و لأترك للقارئ العزيز مهمة تصنيف المجتمعات التى تدعي التحضر والعصرية. أفعل ذلك كله، ليس دعاية للشيخ الذى لا أعرفه شخصياً، وإنما دعاية لرفع الظلم عن الإنسان عامة والمرأة خاصة ، المرأة التي تحتفل هذه الأيام بمرور 30 عاماً على اتفاقية مناهضة التمييز ضد المرأة، وعقبال 60 سنة تمييز!
التصنيف: