عفوًا قبل أن تُغادر مكتبك
للعمل الوظيفي مسؤولية أخلاقية ، لا يستطيع أيٌ مِنَّا تجاهلها أو حتى تناسيها ، ذلك من منطلق الوعي المجتمعي ، والتوجيهات المستمرة التي تأتي من جهات رسمية عُليا في الدولة ، بتكليف جهات رقابية للمتابعة وتقييم الأداء ، وهي من القضايا المُلحَّة التي أصبحت محسومة على مستوى الرأي العام .
هذه الدلالة بأبعادها الرمزية أحسبها تنصب في ثقافة الموظف وتغذيته الراجعة ومستوى إنجازه اليومي ، وما يندرج تحت مسمى واجباته الوظيفية ، المناطة عليه برؤية واضحة بحجم مسؤولياته ونقاء ضميره ، وما يجب أن يمتع به من استعدادات شخصية تؤهله لمكانته الاجتماعية وعلاقاته مع بالآخرين بعيدا عن لغة الأنا والتَّضجر .
في حضرة الضمير والإلمام بالحقوق والواجبات ، إدراكًا للحقيقة القائلة بأن البقاء للأفضل ، خصوصا هذه الأيام التي يتنافس فيها على الوظيفة الواحدة المئات إن لم يكن الآلاف من الخريجين المؤهلين تأهيلا عاليا ، من حيث الأداء والتعامل الأخلاقي والعلاقات المكتسبة ، مع المراجعين ومن هُم في دائرة تقديم الخدمة في إطارها الحضاري.
بعيدا عن الأساليب الخاطئة التي يمارسها البعض مع الأسف ، وتتعطل من خلالها مصالح الناس والبحث عن من يستطيع تجاوز هذه الإشكالية ، حتى ولو تمت الاستعانة تجاوزا بعصا موسى عليه السلام ، وتلك معجزة إلهية خُصِّصت للأنبياء على وجه الخصوص دون غيرهم ، بينما قدرة الإنسان الشخصية كفيلة بإيجاد البدائل .
فالإستراتيجية التنظيمية هي من عمل الإنسان ، وفق معطياته ومتابعته لدوره الوظيفي والقيادي وهي مسؤوليات تم إسنادها للرئيس التنفيذي ، عملا بمبدأ توزيع العمل وفق الاختصاصات ومعيار الإنتاجية والخطط الزمنية ، بما يتناسب مع اختصاص كل قسم أو دائرة معينة ، بحسب آلية التطوير الهادفة.
ومن الطبيعي أن يكون هناك تفاوت في سرعة الإنجاز وإتقان الأداء ، والسلوكيات المتباينة بين موظف وآخر ، وهي ليس عملية يُمكن تجاوزها بأساليب فرضية ، تستخدم فيها إجراءات عقابية تنعكس على نفسية الفرد ومستقبله الوظيفي ، وهي أمور لا تخفى على ذات بال خصوصا ممن يمتلكون خبرات إدارية .
خاتمة المطاف بالعودة لعنوان هذه المقالة “عفوًا قبل أن تُغادر مكتبك” ؟ سواءٌ كانت المغادرة بنهاية الدوام اليومي أو الإجازة الأسبوعية أو الرسمية ، وقد تكون مغادرة نهائية كالتقاعد ، أو الانتقال لموقع وظيفي آخر أو قرار فصل لا سمح الله ، تذكَّر ما الذي تركته ليذكرك الآخرين.
التصنيف: