عبد المحسن القحطاني «رئيس النادي الأدبي» الذي عرفت

Avatar

احمد محمد باديب

قبل سنوات عندما تقاعدت وعدت إلى جدة الحبيبة أردت أن أقدم لمدينتي ما أستطيع محبة في هذه المدينة التي أعشقها فكنت أبحث عن كل مافيه عزها ويسهم في إعلاء شأنها فأفعله فأنشأت شركة لمعالجة مياه الصرف الصحي وسافرت إلى اليابان لأتعلم كيف يكون العمل العلمي لذلك وذهبت للإسكندرية وحصلت على دورة لمعالجة مياه الصرف الصحي ثم سافرت إلى المانيا لأطلع على أحدث الأجهزة فاشتريت أفضلها وقام المشروع الذي كان يعالج أكثر من خمسين ألف متر مكعب وبصفتي رجل تخرج من كلية العلوم تخصص كيمياء حيوان فإنني قد استطعت أن أحسن في طريقة المعالجة وأصبحت تعالج أكثر من خمسين ألف متر مكعب ووجدت في ذلك الوقت المساعدة من أمين جدة أخي الدكتور نزيه نصيف ثم من المهندس العزيز عبد الله المعلمي ولكن للأسف حاربني من جاء بعدهم أشد حرب فكانوا يرسلون لي دوريات من الإمارة بأشخاص وعساكر لايفهمون شيئاً في تنقية المياه\” ممنوع تستعمل هذا الماء في سقاية الزرع .. هل هذه معالجة ثنائية أوثلاثية \”وظلوا كذلك لايفهمون حتى ما يسألون عنه ثم عندما عجزوا عن إيقاف المحطة وضعوا مركزاً لتقاضي الخمسة ريالات التي كانت تتقاضاها الشركة مقابل معالجة المياه ومنعوني من تقاضي مبلغ الخمسة ريالات من كل سيارة وأصبحت البلدية تأخذها مقدما وكانت العملية تكلفني فقط قيمة ديزل يزيد شهرياً عن المائة ألف ريال، وحاولت المستحيل ولكن السلطة والجهلاء كانوا أقوى وأكبر مما أدى إلى توقف المحطة وخسارة تجاوزت الأربعين مليون ريال وانتهت الدراما بمرور خط سريع من وسط المزرعة التي كان عليها المشروع فهدمت الخزانات وانتهى المشروع تماماً، ستقولون وما دخل هذه التجربة بالدكتور عبد المحسن القحطاني فأقول لقد عرفت هذا الدكتور منذ سنوات يأتي إلى مكتبي بتواضع الرجل الأديب العالم وحصافة ووسع أفق هذا الشيخ المهذب الرقيق الشاعر، أسرني بأخلاقه واستقامته وتواضعه وحرصه على النادي الثقافي الأدبي وعلو شأنه فوضعت يدي في يده وقدمت كل ما أعتقد أنني أستطيع أن أقدمه لهذا النادي لتشجيع الأدب والأدباء والحركة الأدبية كلها ليس في جدة فقط بل في كل بلادنا ووطنا العربي.
إنه رجل يعمل بشكل دؤوب وبصمت ويسمع الإساءة أوالنقد المؤلم ممن لا يعرفون كيف تسير الأمور فيمر عليها قائلاً سلاماً، عملاً بقوله تعالى:
(وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هوناً , وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً) سورة الفرقان الآية 63 وقوله تعالى ( والذين لايشهدون الزور وإذا مروا باللغو مروا كراماً\” سورة الفرقان الآية 72.
نعم لقد عمل بكل قدراته واستغل كل علاقاته ليخرج هذا النادي من سباته وليتمم قواعده الأساسية وقد نجح، وكنت أبارك ما يعمل وأثني عليه فيبتسم ويقول \” أبو محمد لا زلنا أول الطريق وسنعمل كذا إنشاء الله وكذا\” فأقول\” افعل وأنا معك\”.
لقد جعل عبد المحسن القحطاني من هذا النادي مركزاً نفخر به في جدة وجعل له نشاطاً تحسدنا عليه كل أندية المملكة وكنا نأمل أن يستمر هذا الزخم ويعلو البناء، وبعد أن أقام الدكتور القحطاني القواعد فإذا بنا نصعق بنتائج الانتخابات التي كرست فئة معينة فيها جهدها لتكسبها وقد يكون هو أيضا السبب في ذلك لأنه هو ممن أتاح بعقله المتفتح لهذه الجهة أن تأتي لهذا الكيان ورغم ذلك فإن هؤلاء الذين فازوا في الانتخابات لم يستطيعوا أن يسقطوا هذا الجبل فقد عرف الجميع دوره الرائد في حياة هذا النادي وعرفوا أفقه الفسيح وتفكيره البديع وعزيمته التي لا تفتر فجاء بأعلى عدد من الأصوات وبدلاً من أن تختاره هذه المجموعة ليقودها فيستفيدوا من أستاذهم ومن قدراته عملوا على تهميشه لأنهم جاءوا بأجندتهم الخاصة التي لا تتوافق مع عقلية هذا الرجل.
إن عبد المحسن القحطاني الذي عرفت رجلاً أكبر من أن يسقطه أحد فهو لا يتصدر لأمر إلا ويعرف أنه أهل له وقد كان أهلاً لرئاسة هذا النادي فإذا كان العواد رحمه الله هو الرائد في العمل على خلق الأندية الأدبية في المملكة فإن عبد المحسن القحطاني هو الذي أسس لهذا النادي قواعد لعمل الأدبي وفتح باب الأدب على مصراعيه لكل من يقول \”أنا أحب الأدب\” أو\” أنا مبدع في أحد فروعه\” وهو قبل هذا وذاك إنسان يتحسس مشاكل الأدباء في سرية رائعة ليقدم لهم كل ما يستطيع من مساعدة أوحتى يستجلب لهم هذه المساعدات، واليوم ومع كل احترامي لمن فاز في هذه الجولة الانتخابية أقول وبكل أمانة إن ذهب هذا القحطاني فسيذهب معه الزخم والبناء الذي شيده هذا الصديق العزيز، وأقول لأهل جدة عزائي لكم حتى تجدوا في المستقبل رجلاً مثل هذا الرجل الأديب والشاعر والمتفتح العقل الطيب القلب.
وأقول لأخي عبد المحسن لقد خسرت رئاسة النادي ولكنك أثبت أنك الشخص الوحيد والأقدر والأهم الذي تلتقي عليه العقول والقلوب بفوزك بأكبر عدد من الأصوات فلله درك وأنا على يقين أنك أينما وضعت فستكون شمساً مضيئة ودفئاً لكل القولب تدعو لأفق واسع جداً يتجاوز أفق الالتزام والقبلية والحزبية والشللية وكما يقول المثل في جدة \”كفيت ووفيت\” بارك الله فيك وأكثر من أمثالك.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *