تحل علينا أول أيام العام الهجرى الجديد 1440 تلك الليلة المباركة التى اسأل الله لى ولكم فيها أن يجعلها من خير الأعوام التى ننال فيها السعادة فى الدارين

من أفضل ما يبدأ به المسلم عامه الجديد هو الإكثار من ذكر الله وحمده وشكره على كل النعم التى أنعم الله علينا بها، إنها دعوة لنسبحه ونحمده ونستغفره ونتلو كتابه ونسأله حاجتنا ونستعن به عز وجل

قال تعالى (إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ)، ما يوجب على المسلم أن يخلص فى عبادته ويخضع ويخشع ويتضرع ويقدر قدرة الله وعظمته، والإتيان بقلب سليم لا يكون إلا بعمل سليم خالص لله

غسل القلوب من النفاق والجحود نعمة كبيرة لا يدركها إلا من إكتفى بالإنشغال عن عيوب الناس، وترك الأمور الدنيوية وإتجه بقلبه خالصاً للعبادة

فمن تشغله الدنيا عن الدين شخصاً مغبون، فرط فى ما يضمن له الحياة الميسرة السعيدة التى ترفع من ثوابه وتنزل السكينه على قلبه وترفع عنه المضار، ليعيش بدونها منقلب الأحوال، لا يرى البركة فى بيته، يواجه الكثير من المشكلات والعوائق

من الغايات الهامة التى تحققها الصلاة والمداومة على ذكر الله وعبادته هى التوازن النفسى لدى الإنسان، فالصلاة على سبيل المثال تنهى عن الفحشاء والمنكر، والزكاة تطهر النفس من البخل وتعلم الإنسان العطاء والمشاركة مع الغير

إن فلاح الإنسان فى حياته متوقف على حجم عبادته وإصلاح قلبه ونيته، فمجاهدة النفس ومحاربة الميول الغريزية فى ظل المغريات، والإعتصام على منهج الله والإستقامة عليه هو ما يطهر القلب ويصلح الحال ويقوى الإيمان

مع ضعف الوازع الدينى لدى البعض وحالة الجزع والهلع والذعر والإضطرابات التى أصبحنا نعيش بها الأن، جعلت الكثيرين يشككون فى مستقبلهم ويبدأون فى التفتيش عن ما يضمن المستقبل فى محاولات ضالة خاطئة لا تضمن لهم الإستقرار وتأمين المستقبل، فالإستعانة بالله وحده، وعلم الغيب لا يعلمه إلا هو عز وجل

تيقن أخى المسلم من أن التعلق بغير الله زائل، فالتعلق بالخلق هو مصدر الخلل فى حياتك، فلا يوجد خسارة حقيقية فى الحياة تخسرها إلا خسارة الإيمان والدعوة إلى الله وتلاوة كتابة وأجر الصيام وحسن الخلق، فلا تتعلق بالدنيا إلى الحد الذى يجعلك قد تقدم على خسارة حياتك بأكملها بأفعال مشينة كالسرقة أو حتى القتل لمجرد خسارة أو كسب بعض الأموال أو الممتلكات، فرصيدك الحقيقى ليس الذى يوجد بالدنيا إنما الذى يوجد بالأعمال الصالحة الطيبة التى تسجل فى كتابك فى بنك الآخرة

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *