[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]د. منصور الحسيني[/COLOR][/ALIGN]

البطالة أصناف، المهتمون يناقشون الجزء الأكبر منها والغالبية يتجاهلون الجزء الأخطر فيها، نتحدث عن حاملي الشهادات من خريجي الجامعات وبعض المعاهد الفنية الضئيلة إلى حملة الثانوية بشكل عام، ولكننا نتجاهل من هم لا يحملون أي مؤهل علمي ولو حتى الشهادة المتوسطة بسبب جهل الوالدين أو استهتار الفرد وعدم اهتمام المجتمع وبالذات القروي، ولكنهم يبقون جزءاً من نسيج المجتمع يعيشون فيه وقد يكون تأثيرهم إذا ما استمر إهمالهم أخطر من تأثير البطالة المتعلمة التي تستطيع تطوير، فرض نفسها أو حتى البحث عن عمل خارج المجتمع.
نشاهد تقارير مكافحة المخدرات وكمياتها المضبوطة وكذلك بعض الجنايات التي نسمع عن بعضها وتعرف الأجهزة الأمنية جلها، وعندما تفتش عن المروجين أو المتورطين ستجد أن أغلبهم من هذه الفئة لأسباب متعددة لا تسمح المساحة باستعراضها، لهذا عدم الاهتمام بتشغيل هؤلاء يعتبر نوعا من المخاطرة غير المحسوبة، وسوف تتفاقم لتخرج لنا شريحة تحترف الإجرام وقد يصل الوضع لحد يكلفنا الكثير لكي نكافحها في حين أننا نستطيع معالجتها قبل أن تتفاقم بإيجاد الحلول بطريقة من خارج الصندوق هذا الصندوق الذي يجلب لنا الكثير من الكوارث عندما نصر على البقاء فيه بظلمته وقلة الأوكسجين فيه.بالطبع لا تستطيع وزارة العمل فرض توظيف هؤلاء على القطاع الخاص كما هو الحال بالنسبة للمتعلمين و/أو المؤهلين لأن أغلبهم قد لا يحسن القراءة والكتابة أو حتى تطبيق أنظمة مكتوبة، لذلك الطريقة التي من خارج الصندوق تستوجب تعاون الدولة مع القطاع الخاص لاستيعاب هؤلاء وليس الاكتفاء بدفعهم لسوق العمل الذي لا يتحملهم بالشكل الحالي، فكيف يتم هذا؟.
الطريقة شبه الوحيدة لحل هذه المعضلة ذات المخالب الكبيرة يكون بتعاون مختلف الوزارات مع وزارة العمل بحيث تُستغل المشاريع العمرانية لهذه الوزارات من خلال توليفة مناسبة لتشغيل الكثير من هؤلاء واستخدام بعضهم بعد انتهاء المشاريع لاكتسابهم الخبرة فيما عملوا فيه وسيجد الباقون طريقهم للسوق لأنهم أصبحوا حرفيين يحتاجهم السوق بدلاً من العمالة السائبة.
هنالك مشروع عملي قدم للمؤسسة العامة للتدريب الفني التابعة لوزارة العمل لحل هذه المعضلة سوف تكشف الأيام مدى جدية التعامل معها أو تركها لكي يتحول هؤلاء لمجموعة مجرمين يُشغلون أجهزة الأمن ويُخيفون المواطن ونضطر عندها لدفع مبالغ كبيرة للقبض والصرف عليهم في السجون فيخرجون أكثر إجراما ويصبح إصلاحهم بعدها ضرباً من الخيال.
عضو الجمعية العالمية لأساتذة إدارة الأعمال – بريطانيا

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *