عاجلا إلى معالي وزير العمل ومعالي محافظ المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني

Avatar

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]أسامة بن حمزة بن عجلان الحازمي[/COLOR][/ALIGN]

مع الأسف الواقع يثبت أن العنصر الأساسي في كل إدارة لدينا أخر المهتم به علما بان تلك الإدارة أو المؤسسة ليس لها وجود بدون هذا العنصر وسوف اضرب أمثلة من واقعنا تثبت وجهة نظري فهذه المنشآت الصحية المريض هو الأساس والأطباء وجدوا من اجله وهم المحرك الأساسي وأساس التطبيب والتمريض لا يقل أهمية عن الأطباء ونجد مساحة الإدارات المساندة والمساعدة اكبر وأضخم . مكتب مدير المستشفى ومساعديه والطاقم الإداري اكبر من عيادات الأطباء وأفضل تجهيزا وسكرتارية وخلاف ذلك حتى الأدوية تجد فيها نقص مع عدم كفاية عدد الاسرة في المستشفيات . والتعليم تجد مدير التعليم في مبنى فخم ولديه كل التجهيزات ومدراء المدارس كذلك والطلاب وهم الهدف للعملية التعليمية ومن اجلهم وجد التعليم يتكدسون في القاعات والمدرسين الذين هم أساس العملية التعليمة والتدريبية مكاتبهم ماصات طلبة والغرفة تضيق بأنفاسهم عدا عن أجسامهم . وبعض من ذلك ينطبق على الجامعات إلا أنها اخف وطأة حقيقة ثقافتنا الوظيفية تحتاج إلى تغيير جذري لقد تربينا على أن الموظف والجندي والضابط والوزير والغفير يجب أن تقدم لهم التبجيلات والاحترامات وهم الناهون الأمرون ونسينا وتناسينا وتجاهلنا أن الموظف مهما كبرت وظيفته فهو خادم في خندقه والهدف من الوظيفة ليس الجاه والمنصب بل تأدية المهام المناطه به على أكمل وجه وللصغير والضعيف قبل الكبير والقوي ولهذا وجد الأجر والأجرة وهذا ديدن الشركات والقطاع الخاص وما تفتقده القطاعات الحكومية وعلى جميع المستويات \”والاتصالات السعودية بعد خصخصتها خرجت من هذا المفهوم ونجحت في التنافس \” حتى بات المدير أو المسئول لدينا يعتقد انه هو الأول والأخير وليس هناك بديل له وان لم يكن موجودا فالعمل لن يتم ولن يكتمل علما بان انجح مدير أو مسئول في نظري من لا يتأثر بغيابه العمل وهو من يعد العشرات ويؤهلهم للقيام بأصعب الإعمال حتى عمله هو وهو يتابع ويطور ويعد غيره ويؤهله ومع الأسف الموظف لدينا المدني والعسكري يطلب الوقوف له باحترام وان أدى خدمة أداها بتعال طالبا الشكر والتقدير . ويتضح ذلك جليا في كبار موظفينا عند التقاعد تجد على لسانه أن الإدارة والمصلحة بعده فسدت وتراجعت وتراكمت مشاكلها وان كان من أسوأ الإداريين واقلهم فهما وخبرة ودراية ومعروف عنه ذلك . ومن أجمل الكتب التي قرأتها في فن الإدارة عمليا كتابك أيها الأديب الإداري دكتور غازي القصيبي \”حياة في الإدارة \” واستفدت منه ما لم أستفده من كثير من الكتب الإدارية علما بان تخصصي إدارة ولكن كتبها نظريات ودش وغير ذلك منها المفيد السمين ومنها الغث الهش .
وما وجهت مقالي إلى معالي وزير العمل وإلى معالي المحافظ إلا بسبب ما حدث أخيرا في المؤسسة بالنسبة للإداريين من تحسين في كادرهم وسلمهم الوظيفي واستلموا ذلك منذ رمضان الماضي بالإضافة إلى مكافأة راتب شهرين \”وهم عنصر مساعد مساند وليس أساسي في التدريب الذي من اجله أنشئت المؤسسة \” والمدربين الذين هم أساس وقوام المؤسسة وكثيرا منهم من يقومون بالعمل الإداري الخاص بالعملية التعليمية والتدريبية , لم ينالوا ما وعدوا به وليس هناك تصريحات توضح حقيقة الأمر وتطوراته وهل هناك فعلا سلم جديد ومتى وهل بأثر رجعي من تاريخ استلام الإداريين وهل وهل …. وهذا بالطبع انعكس سلبا على نفسيات المدربين وانشغلوا في الحديث والكتابة في المنتديات الالكترونية الانترنتية ومنها منتدى المؤسسة على الانترنت لان بعض الإداريين منهم من كانوا طلبة في المعاهد التجارية أصبحت مرتباتهم أفضل من أساتذتهم وخبرتهم تقل بعشرات السنين وهم في وظيفة مساندة كما ذكرت وليست أساسية في التدريب والتعليم كالمدرب والمدرس .
المأمول من المؤسسة شيء كبير وكثير خاصة مع نظرة التطوير الأخير والأهداف التي يراد تحقيقها على مدى السنوات القادمة ولكن الوضع الراهن مع الواقع الذي تعيشه كلياتها ومعاهدها يشكك العاقل في تحقيق الطموحات التي تنتظره الدولة لان العنصر البشري فيها وهو الأهم فيه من المشاكل والتعقيدات التي تحتاج إلى سرعة علاج وبحنكة خاصة أن هناك تعاليا في التعامل من قبل الإدارات للكليات والمعاهد مع الهيئة التدريبية وسوء إدارة لآن اغلبهم من حملة الدكتوراه ولهم أتباعهم وحتى أنصبتهم التعليمية والتدريبية لا يأخذوها بالكامل فأصبحت انقسامات وأحزاب وشلل وفرصة الحصول على شهادة الدكتوراه لم تمنح ولن تمنح لكثير من المدربين وقد كتبت في هذا الشأن من قبل فأصبحت التراكمات النفسية صعبة وعويصة وبطبيعة الحال الانعكاس السلبي على الطلبة والمتدربين والذين هم الهدف من إنشاء المؤسسة ككل والهدف الأكبر تنمية البلد وتنمية اقتصادها وبنيتها التحتية والبشرية بسواعد أبنائها .
أمنيتي أن يركز وزير العمل الشاعر بكلمته وبخبرته ما تبقى له في وزارته الله اعلم أهي سنين أو شهور ؟ في وضع المؤسسة ككل خاصة مع توسيع وتوسع قاعدتها وانتشار كلياتها ومعاهدها لأنها أساس الإعداد للأيدي العاملة التقنية والمهنية في الوطن الحبيب الذي هو للكل ومنها المخرجات التي سوف تكون يدا عاملة بناءة أو يدا عاطلة هدامة وبهذا نهدر أموالنا ونخرب بلادنا بأيدينا وسوف يسألنا الله عن من حملنا أمانتهم وتحملنا مسئوليتهم أمام الله أولا وأمام ولاة الأمر ثانيا .
اعلم جيدا أن الأمر لن يتم في عشية وضحاها واعلم أن هناك خطة طموحة مع التنظيم الجديد وما اقصده العنصر البشري المدربين ووضعهم الراهن ومشاكلهم مع الإدارات . البداية مهمة فخذا بزمامها أيها الوزير وأيها المحافظ والتاريخ سيكون شاهد لكما أو عليكما وكل يد بما كسبت رهينة .
وقد كنت مدعوا عند صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة وتحدث بتفصيل عن طموحاته في مشروع \” الرؤية التنموية لمنطقة مكة المكرمة نحو العالم الأول بناء الإنسان وتنمية المكان \” وذكرت له التعليم وأهميته في التنمية والتقدم المأمول سواء التعليم العام أو الجامعي أو المهني والتقني فقال حرفيا بخبرته وحنكته هو \” أساس \” كلمة مختصرة كبيرة في معناها وفعلا التعليم إما أن يبني أو يهدم ما يُبنى ويكون دمار وإعداد المدرس والأكاديمي والمدرب أساس التعليم والتنمية وكذلك الصحة والأطباء لبناء إنسان سليم العقل والبنية , متطور ويطور.
وما اتكالي إلا على الله ولا أطلب أجرا من أحد سواه
[email protected]
ص ب 11750 جدة 21463فاكس 6286871

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *