ضوابط الوعظ والإفطار الجماعي

• مصطفى محمد كتوعة

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]مصطفى محمد كتوعة[/COLOR][/ALIGN]

مع اقتراب شهر رمضان أصدرت وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد تعليمات لتنظيم موضوعين هامين بشأن المساجد، الأول يتعلق بمنع الوعظ إلا من خطباء ووعاظ معتمدين وحسب الترخيص المنظم لذلك، والثاني يختص بموائد الرحمن
الجماعي في المساجد وحظر التبرعات لهذا الغرض إلا وفق الضوابط، وبكل تأكيد نقدر دواعي ودوافع تنظيم الوعظ ومنع العشوائية التي تسلل منها أصحاب دعوة متشددة وبثوا أفكاراً للغلو ولم يتركوا مجالا إلا وانتقدوه ولا سبيل يبث الكراهية والتحريم لكل شيء
إلا وسلكوه بآرائهم .
لسنا فقط نتفهم دوافع التنظيم في ذلك وإنما نؤيد ونطالب برقابة لا ثغرات فيها وآليات لا تهاون في تطبيقها، وقد أعلنت الوزارة قبل سنوات قليلة عن ذلك حتى عادت وأكدت عليه مجددا، فقد نال التطرف ما نال بجرائمه بحق الدين وبحق الوطن والأبرياء ومن الأرواح الطاهرة لشهداء الواجب الذين سقطوا في معارك الواجب والشرف ضد زمرة الإفساد، حتى استيقظ المجتمع من غفلته التربوية فكان لابد من سد كل الذرائع واقتلاع جذور التطرف وبذور الإرهاب .
أما الموضوع الثاني المتعلق بتنظيم موائد الإفطار الجماعية ن فقد ساد التباس في بداية الأمر وكنا نتمنى لو خرج علينا التصريح شاملا .وقد تابعنا ردود أفعال إثر العناوين التي خرجت عن منع الإفطار الجماعي بالمساجد فكنا بين مستفسر ومتعجب، كيف يتم منع
إفطار الصائمين في المساجد وهذه من فضائل شهر رمضان وخيراته، وما جبلنا عليه من حرص على إفطار صائم ابتغاء الأجر والمثوبة .
وعلى ضوء الغموض الذي ساد أول الأمر سمعت آراءً وعشنا حيرة، ومما قرأته في حينها ما كتبه الأستاذ ناصر الشهري في مقاله قبل أيام وتأييده وترحيبه بمنع فوضى الوعظ من وعاظ ودعاة استغلوا بعض المساجد في بث أفكار متطرفة، وفي نفس الوقت أبدى تحفظاً
واضحاً على منع الإفطار الجماعي في المساجد وحرمان أبناء هذا البلد من روح إسلامية عظيمة وبذل فيه خير عميم، خاصة وأن الإفطار في رمضان بالمساجد يشمل فقراء وعابري سبيل ومسافرين توقفوا للإفطار على حبات من تمر وشربة ماء وأداء الصلاة .
ولولا أن جاءت إيضاحات لاحقة من المسؤولين بالوزارة لظل الغموض موجوداً والناس على حيرتهم، بينما الأمر في حقيقته يتعلق بتنظيم التبرعات باسم إفطار الصائمين وهذا بلا شك يحتاج لحملة توعية وليس مجرد تعليمات تصدر لخطباء وأئمة المساجد، ولا أظن أن هناك من يختلف على ضرورة هذا التنظيم طالما يهدف إلى منع وصول الأموال إلى غير الهدف الذي من أجله يتبرع المحسنون والساعون إلى الخير طالبي المثوبة، وفي نفس الوقت يهدف تنظيم موائد الإفطار إلى ضمان وجود جهة تشرف عليها تقوم على مسؤولية سلامة وجبات إفطار الصائمين، وهما في كل الأحوال هدفان مطلوبان ومن حق المسؤولين تنظيم ذلك لسد أية ذرائع لسوء استغلال التبرعات واحتمالات وصولها إلى الأيادي الآثمة، أو قد يفعل البعض ذلك بحسن نية وابتغاء الأجر بينما هو ضحية لعصابات النصب والاحتيال على جمع الأموال تحت شعار الخير ويراد استغلالها في الإجرام والإرهاب .
ولكن تبقى نقاط تحتاج لإيضاحات أكثر لا تتعلق بالتبرعات ولا بالأموال والصدقات من المال باسم إفطار الصائمين، وإنما بالإفطار في المساجد حيث يحرص الكثيرون على حمل ما تيسر من التمر والحليب أو ما يزيد على ذلك من طعام خفيف كما قال الأستاذ ناصر
الشهري، فشهر شعبان أوشك على الانتهاء وشهر الصوم على الأبواب ولابد من المزيد من الإعلام عن ذلك لطمأنتهم على استمرار هذه الروح التي كان عليها السلف الصالح فلا يفطرون إلا مع المساكين والفقراء ..اللهم ارزقنا حب المساكين وإطعام الطعام وإفشاء
السلام .
٭ حكمة : قال صلى الله عليه وسلم :\”من فطر صائما كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيء \” .
[ALIGN=LEFT]للتواصل ٠٢ ٦٩٣٠٩٧٣[/ALIGN]

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *