صناعة الخواتم والقيمة الجمالية

• محمد حامد الجحدلي

أصدقائي قراء هذه المقالة ، أتفق مع الكثير منكم بأن منع أمانة القصيم ، ارتداء الخواتم والساعات بعربات الأطعمة المتنقلة ، موضوع مُثير ولابد من معرفة أسبابه ، وقبل الخوض في التفاصيل فيتطلب الأمر البحث في social media ، عن هذه الصناعة ومدى الارتباط بينها في الدقة والقيمة الجمالية .

يقول أحد الصاغة : ورثت هذه الحرفة من والدي ، وارتبطت بها بعلاقة وثيقة ، وكشاهد على صناعة هذه الحلية منذ زمن بعيد ، كيف أن الإبداع لعب دوره ، في هذا التعايش مع هذه الحرف التراثية ، التي تحولت من قطع صغيرة إلى حُلي جميلة ، يبذل المشترون الغالي والنفيس للحصول عليها .

ويمضي قائلا : مع كل خاتم أصنعه أعيش الفرحة ، يروي تفاصيلها دكاني الصغير، ويسدل الستار عنها عندما يستقر بيد صاحبته ، فيمضي إلى طريقه بين أصابعها الناعمة ، فهذه الحرفة بمثابة محبة أبنائي عندي ، ولي مع كل قطعة ذكرى عزيزة ، وكيف أصبحت قيمة فنية جمالية.

ويقول صائغ آخر : صناعة الخواتم نوع من الفن والإبداع ، فبعض هذه الحرف المطرزة بالعقيق اليماني الذي يعد مادةً غنية ، تستخرج من ( جبال آنس ) فأشكال العقيق تحمل أسراراً ومعاني جمالية راقية ، تعبر عن سيمفونية فنية وصناعة رائعة ، جادت بها الأرض اليمنية بأنامل أيادي أبنائها .

وإذا أخذتنا صناعة الخواتم في هذه الجولة التاريخية كأحد الموروثات العربية ، والتي تمتد جذورها لتعانق حضارة الماضي بالحاضر ، وتوقظ في نفوس الشباب المحافظة على هذه الأصالة العربية ، كما أن البدايات الأولى لاكتشاف الساعة على يد أبرز علماء المسلمين ، فكان الفضل بعد الله للعالم الخوارزمي ، عندما استخدمها المسلمون لتحديد أوقات الصلاة .

هذه العلاقة بين صناعة الخواتم والساعات ، تجمع بين قيمة الموروث ودقة الزمن ، وكلاهما يرتبط بواقع حياتنا اليومية ، ويزيدنا الفخر بمنطقة القصيم وأهلها ، من العلماء ورجال الدين ، والفضل والقدوة الصالحة والثقافة ومن رجالات الدولة البارزين ، فالقرار الذي أصدرته أمانة القصيم جاء ليؤكد المحافظة على هذه القيم الاجتماعية ، كنسق متعارف عليه لهذه المنطقة الغالية .

وإذا عرفنا تبعات إجراءات المنع فيما يختص بعربات الأطعمة المتنقلة وملابساتها ، كما أوردته صحيفة ( مكة ) بعددها 1140الصادر بتاريخ 28/5/1438هـ ، فنحن بحاجة لهذه الإجراءات ، لتقف جميع الأمانات بحزم بوجه الإهمال والتلاعب بصحة الناس ، ليس بالقصيم وحدها وإنما بجميع مناطق ومحافظات ومدن وقرى المملكة ، لأن صحة الإنسان تمثل أهمية بالغة لدى ولاة الأمر والمسؤولين في هذه البلاد .

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *