[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]محمد السرار[/COLOR][/ALIGN]

شارع مثله كل باقي الشوارع, تحفر الاخاديد خده, وتتسابق الحفر على ملء جلده. شارع لا يحمل من صفات الشارع الا اللوحة الخضراء في رأسه والتي تحمل اسمه فسمي اعتباطا شارع. نستحقه ويستحقنا, سعينا فكان هو أٌقصى جهدنا وأعظم إنجاز يقترب من كينونة «الشارع». هو مجرد رمز فقط, ذكر ولا غير ذلك أبد, أننا وبكل فخر لدينا شوارع وعلى الخرائط المرسومة والرقمية نزعم وجودها.
ما أجمل ما يمثله ذلك الشارع, برأيي انه الأصدق بدون نزاع على كشف حقائقنا وتحليل شخوصنا وسبر أغوار عقولنا نظرة واحدة فقط إلى ذلك الشارع من عين فاحصة فطنة تكشف تماما كيف قام هذا المجتمع وعلى ماذا يجتمع. انظروا فقط إلى تلك الحفر, هي نفس الحفر التي في عقول الأغبياء, ونفس الحفر في جيوب الأغنياء, ونفس الحفر التي تفيض لنا بالنفط في رمال الصحراء. ألا ترون ذلك؟ إذا أنظروا لتلك التشققات ألا تذكركم بتصدع جدار المجتمع؟ ألا تذكركم بانشققات الصف والتخوين والتشكيك؟ ألا تذكركم بالوجوه المكفهرة التي تشكل معالمها التجاعيد على أطراف ملامحها الغاضبة؟ وماذا عن المطبات المتناثرة والتي وضعت لصد اعتى السيارات ولكي تكبح اندفاع أية مركبة مهما كانت قوتها ولو على الطريق السريع, أليست تلك المطبات هي الصورة «الشوارعجية» لمطباتنا التي نضعها أمام الطموح والحلم والإبداع, ألا ترون ان «العادات والتقاليد والعيب» هي مصدات وضعت بدون إذن لصد كل محاولة للتفكير خارج الصندوق أو حتى صناعة صندوق غير الصندوق إياه.
كل شوارعنا ومشاريعنا وبيروقراطيتنا ماهي إلا انعكسات مباشرة لقيمنا وأسلوبنا في المعيشة, وإن أردنا أن نحصل على شوارع نظيفة ومشاريع عالمية في الجودة والمقاييس كل ما علينا فعله هو أن نفعل تلك التغييرات في شوارع قلوبنا وشخوصنا أولا ومن ثم كل شيء سيتم بشكل تلقائي, وإلى ذلك الحين دعونا نتأمل قسمات أنفسنا على وجه الشارع.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *