شركة المياه الوطنية وضعف المتابعة

• صالح المعيض

صالح المعيض
لقد أولت المملكة قطاع المياه اهتماماً خاصاً نابعاً من الوعي بأهمية هذا القطاع من جهة، وإدراكاً منها لوضع المياه في المملكة والتحديات التي يواجهها من جهة أخرى وفي ضوء ذلك جاءت التوجيهات الحكيمة من قبل خادم الحرمين الشريفين للنهوض بقطاع المياه والصرف الصحي ليتواكب مع خطط المملكة الطموحة للتطور والرقي في كافة القطاعات ، بما يكفل تحقيق الأمن المائي ورفاهية المواطنين، والوصول بهذا القطاع لأعلى المستويات العالمية.
ومن هذا المنطلق تم تأسيس شركة المياه الوطنية (شركة مساهمة سعودية) لتقديم خدمات المياه والصرف الصحي وفقاً لأحدث المعايير العالمية بتضافر جهود الكوادر الوطنية مع نخبة من مشغلي هذا المرفق الحيوي على مستوى العالم من خلال عقود الشراكة الأجنبية ،حيث تقوم الشركة بتكريس جهودها لتأمين مياه شرب ذات جودة عالية لجميع العملاء وربط جميع المنازل بشبكات المياه والصرف الصحي ، والحفاظ على موارد المياه الطبيعية وحماية البيئة والاستفادة القصوى من مياه الصرف الصحي المعالجة وتقديم خدمات راقية للعملاء ، وتطوير الكفاءات السعودية وتدريبها حسب أحدث المعايير العالمية.
المقدمة أعلاه هو تعريف شركة المياة الوطنية والذي جاء فيه أيضا أن إستراتيجة الشركة ـ قصيرة ومتوسطة الأجل
( خلال 3 سنوات) تتضمن إعداد أولويات هذه الشركة وتعزيز كافة المهام الرئيسية (الأشخاص) والعمليات، والأنظمة وتحديد وتنفيذ أفضل نموذج للأعمال وتحديد وتنفيذ إستراتيجية الإدارة التنظيمية وتطوير العمليات (الجودة والكفاءة والتكلفة) التوسع محلياً (إضافة مدن /مناطق جديدة) ومدة طويلة (من 4 إلى 7 سنوات) وتتضمن التوسع إقليميا ووضع مشاريع جديدة. والسعي لاستقلالية وحدات العمل عندما تقدم أعمالاً مكتملة .
هذا باختصار أهم أهداف ومهام الشركة ، لكن على الأرض ومع مضي مدة ليست بالقصيرة لم يلمس المواطن تحسناً يذكر لا على سبيل جلب مياة الشرب والمحافظة عليها ولا على تصريفها فيظهر أن شاحانات مياة الشرب ومياه الصرف ستبقى علامة بارزة في مدننا الكبيرة ، ولا أشك في أن هنالك مستفيدين من بقاء الحال على ماهو عليه ، تسرب مياة الشرب أوالصرف الصحي من المنازل لازال هو الآخر يشكل ظواهر بارزة في مدننا وبالذات جدة ، ولا يوجد هنالك أية متابعة أومحاسبة بل متروك الحبل على الغارب.
من جانب آخر تشهد أحياء جدة منذ أشهر مشاريع كثيرة ومبشرة وذلك فيما يخص تصريف المياة وبالذات محافظة جدة ، وقد تابعت عن قرب بداية الإعداد لمشروع توصيل المنازل للشبكة العامة بحي البوادي (أ) بجدة شمال شارع صاري .
حقيقة إن هنالك شركات تعمل وبحماس ولكنه مشوب بتعجل قد يؤثر على جودة العمل سيما وأن أعمالها تحت الأرض ، المشاهد اليومية التي نراها أن القائم بتلك الأعمال عمال عاديون لا يوجد عليهم رقابة فنية إطلاقاً ، اللهم عامل من نفس المهنة مهمته تنحصر في الغياب والتواجد ، ومما زاد الطين بلة ويثير الشكوك حول جودة التنفيذ أن قوالب غرف التفتيش والتوصيلات تجهز في المواقع من صب ودهان وخلافه وهذا يؤكد أن مثل ذلك يفتقد لأصول العمل الفني والتقني ويؤثر على استخدام ذلك مستقبلاً خصوصاً وأنها تدفن تحت الأرض وفي بيئة تحتاج إلى معالجات كثيرة فكيف يتم التجهيز من صب ودهان وخلافة خلال أربعة وعشرون ساعة ، ثم إن عملية الدفن تتم دفعة واحدة بطول ارتفاع النفق ويدك دقائق فقط ، وماذا ياترى جودة مثل ذلك ؟! وأين الأهم مهندسو الشركة مما يحدث ؟
أيضاً أحرص دوماً على تسديد فواتير شركة المياة كل شهر في حينه إلا أنني تفاجأت بفاتورة بـ (1500 ) ريال اتصلت بالشركة هاتفياً فلم أجد توضيحاً مقنعاً ، ذهبت للشركة بمقرها بجوار الكبري المربع بجدة ، وأيضاً لم أجد من يوضح إلا اللهم الإجابة بأن لا تسدد فالشركات رفضت التوصيل بهذه القيمة ، فماذا يعني ذلك هل الأمور في الشركة تدار بالبركة أم ماذا وهنالك الحديث يطول خصوصاً مع مرور الزمن وتصدع التنفيذات الذي نأمل أن يتم تلافيها . هذا وبالله التوفيق.
جدة ص ب ـ 8894 ـ فاكس ـ 6917993

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *