يجيء رمضان وقبله بأسبوع تعلن حالات الطوارئ في البقالات .. ومخازن التموين العملاقة ..ومحلات الجزارة وغيرها من محلات المأكولات ..حيث يزداد النهم علي التهام الطعام بكميات كبيرة ومتنوعة .. هذا غير الفائض منه والذي يتلف ويهدر دون حساب .. نأكل اللحوم دون اعتبار لدهونها وأحماضها .. ونشرب الألبان بكثرة دون وعي ايضا بمضارها ..ونترك الاسماك جانبا ..ويندر ان نزين سفر فطورنا وسحورنا بالخضروات والسلطات والفواكه والبقوليات .. ونكثر من النشويات والسكريات والحلويات ونخرج من رمضان باعباء صحية ثقيلة زيادة في الاملاح وارتفاع في ضغط الدم ..وامراض الشرايين وحصوات في الكلي .. وشحوم علي الكبد والتهاب في المسالك البولية ..وزيادة في الكلوسترول .واختلال نسب السكر في الدم ..الخ.
وبعد رمضان.. نضطر لقضاء اشهر في العلاج لكي نتخلص من السمنة ونخضع لحمية قاسية يتطلبها العلاج ونصرف الاموال الطائلة بحثا عن الصحة والرشاقة والنضارة ..
للأسف هكذا حولنا رمضان من شهر خير وصحة وبركة ..الي شهر افراط وتفريط ونهم واسراف واستدعاء للمرض
الا انني متفائل ومتعجل لمجيء الاعوام القادمة ..والتي تحمل الينا بشرى تطوير اغذية المستقبل ..؟! فخلال العشرين سنة القادمة ستكون محتويات عربات البقالات من المواد الغذائية والاطعمة مكونة من اشياء مختلفة جذريا عما هي عليه الان ..؟!
في المستقبل ستختفي او سيقل استهلاك اللحوم نظرا لغلو ثمنها وسينظر اليها على انها سلع استفزازية . وذلك نتيجة لزيادة عدد السكان علي الكرة الارضية ..وشح المياه لاسباب بيئية ..ولارتفاع اسعار التكلفة الاجمالية لتربية المواشي ..؟!
ولكن البشرية تحتاج الي البروتينات الحيوانية او ماشابهها.. او الي بدائلها ..
ولذلك تفتق ذهن خبراء صناعة الغذاء الي استغلال مواد او مصادر اخري تكون مصدرا للبروتين ..-وارجوك لا تتقزز- انها الحشرات والديدان والنمل ولكنها – المتربية علي العز – لقد سبقت العالم الصين -والعديد من دول الشرق الاقصي – في انبات الحشرات وتربيتها وتفريخها وتسخيرها لغذاء مئات الملايين من البشر نظرا لغلو اسعار اللحوم اليوم.. فما بالك بالغد ..؟!
عزيزي القارئ ..الدانمرك ..لديها مراكز بحث ومختبرات لصناعة الاغذية المستقبلية ..ومن ضمنها مزارع لانتاج حشرات مطورة جينيا تصنع منها الهامبورجر وغيرها من المفروم لمستلزمات المحاشي …الخ. واحد المشاكل الرئيسية التي تواجهها مراكز الابحاث هذه انهم لم يهتدوا او يتوصلوا الي الان الي تسمية هذه المواد باسماء اخرى غير ( حشرات) لانك بمجرد ذكرها يتقزز الانسان منها وينفر.
وهناك ايضا خضروات ستزرع وتنتج بانبات البكتيريا عليها ..واخرى مواد غذائية جديدة ستنتج في الفضاء الخارجي ..وهناك ايضا الطعام الذي يمكن صناعته وانتاجه بواسطة الطابعات ثلاثية الابعاد ..والتي ستكون موجودة في ركن كل منزل او مطبخ .. تستطيع كل افراد العائلة ان تنتج طعاما طازجا – بمعايير الزمن القادم – بالمذاق واللون والشكل المطلوب.
وهكذا عزيزي القارئ. فشكل البقالات والاسواق سيتغير ..سيصبح مظهرها وتجهيزاتها قريبة من المعامل والمختبرات ومراكز البحوث ..وعمال البيع سيصبحون خبراء تغذية ..والمواد الغذائية ستجدها مسبقة الصنع ومصنفة علي الارفف مثلها مثل الدواء تماما ..فهناك غذاء خاص بالنساء ..وآخر للرجال .. واخرى للاطفال وفق اعمارهم وغيرها خاص بكبار اسن ..وفق امراضهم واحتياجاتهم ..وثالثة ..ورابعة .. لتقوية العضلات ..وتحسين الوظائف الحيوية للانسان ….الخ..
وسوف يكون هناك نوعان من الطعام للطبقة الغنية ..واخري للطبقة الفقيرة ولكنها تاخذ شكل الغذاء الذي يتناوله رجال الفضاء في شكل قطع ومكعبات واخري مفروطة داخل اكياس صغيرة لوجبة واحدة ولكنها متكاملة العناصر لذيذة الطعم ..ومشبعة.
واخيرا ..ان شكل مائدة طعامنا سوف لن يتغير ..بل سنحافظ علي الكنافة والتورلي ..والفول والطعمية ..والسجق والهامبورجر ..ولكن بمكونات مختلفة وبنفس الطعم الحالي او بمذاق جديد متطور.
وسيكون لنا نحن السعوديون قصب السبق في تطوير طبق مستقبلي جديد بإضافة نوع جديد من السنبوسة
نسميها .. سنبوسك بالجراد …ان العالم يتغير

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *