حياة القلب وتقوى الله به جزء لا يتجزء من حسن الخلق والحياء فهى كالهواء والماء يتنفسها قلب الإنسان ليحيا بحياة النعيم
الحياء خلق يتوجب على كل مسلم أن يتحلى به فهو صفة من الصفات المحمودة المطلوبة بكل إنسان ، وهو على رأس مكارم الأخلاق للمسلمين كما أنه يزين صاحبه بالإيمان ويجيره من الذم ويدله على الخير والصحبة الصالحة لما يحمله من صفات حميدة ومزايا
ولعل إفتقاد الحياء هذه الأيام جعل الكثيرين يحملون من البذاءة والفحش أكبره ، فمن أكبر صور إفتقارنا للحياء هى غياب الخير وقول الحق والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر ، ولعلنا نقتدى بسيد الخلق صلى الله عليه وسلم فقد كان أشد الناس خلقاً وحياءاً ، لكنه بنفس الوقت لم يمنعه الحياء صلى الله عليه وسلم من نصرة المظلوم وقول الحق وتوجيه الناس للخير أينما كان
من أشكال غياب الحياء الأخرى هى إختفاء الحياء من الله عز وجل فالسرقة والرشوة والغيبة والنميمة وكل الأمور التى نهى الله عنها عز وجل أصبحت مباحة دون الخوف من الله أو خشيته ومعرفة أن الله رقيب على عباده ومُطلع على أحوالهم قال تعالى (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ)
يحب أن يستحىّ العبد من ربه فلا خير فى إنسان لا يخشى الله ويجاهر بالمعاصى ، أيضاً الحياء من الأخرين وحتى من النفس ضرورى لأنه يمنع الإنسان من المعاصى ويجعله ضابطاً لأفعاله متحلياً بالحكمة
فلا يجوز أن يكون الإنسان آمر بالمعروف ناهى عن المنكر وفى خلواته يفعل ما نهى الأخرين عنه فما يكره أن يراه فى الغير يجب أن ينصح نفسه به أولاً فمن لم يستحى من ربه ونفسه ما هو إلا شخص يحمل داخله إنسان بصورة قبيحة لا يصون الخلوة وغير حسن السريرة
ويتصور فى الأخرين ما يراه داخل نفسه ، فهو يرى الجميع خائن ، كاذب ، مخادع ، وما هى إلا صفات عكس صورتها داخل نفسه على الأخرين ولم يمنعه ذلك من إلصاق التهم وإنتهاك الحرمات