رحلة .. ختامها تحرير التجارة
بداية لقد وضعت رؤية (2030) المملكة قوة اقتصادية على الطريق حيث تظهر رحلة الملك سلمان الي دول مثل ماليزيا واندونيسيا وسلطنة بروناي وغيرها من الدول الآسيوية مؤشرات ملموسة للمناقشة التي دارت أثناء الرحلة الى تحرير التجارة من القيود الزمانية والمكانية لفتح أبواب التعاون الاقتصادي الذي يمهد لتكتل اقتصادي سليم هي رسالة كبيرة للطرفين , ودفعة نحو مزيد من التعاون الافتصادي.
لذلك تلاقت المناقشات على مبدأ تحرير التجارة في ضوء اتفاقية (الجات) , بل أكدت المملكة حرصها كل الحرص على أن تظل روح التكتل الاقتصادي السليم الذي يقوم على تحقيق أربعة محاور رئيسيه :
أولهما :الاتفاق على تخفيض الرسوم الجمركية على السلع المصنعة فيما بينهم .
ثانيهما: امتداد الاتفاق ألى المنتجات الزراعية ومجال الخدمات والبترول.
ثالثهما:الالتزام بمبدأ حرية التجارة بين المملكة والدول التي زارها الملك سلمان.
رابعهما:اقامة آلية جديدة لفض المنازعات الخاصة باتفاقيات الجات.
وفى ضوء ما سبق فان تحرير التجارة البينية هي جسر التكتل السعودي مع الدول المضيفة للملك سلمان في ضوء مؤشرات المناقشات بأنها تعكس بوادر ايجابية في انطلاق التعاون الاقتصادي بين المملكة والدول المضيفة.
وأعتقد أن المصممين الفاعلين لتحقيق التكتل الاقتصادي هم القادرون على الإسراع في تحرير التجارة بين المملكة والدول المضيفة , وتذليل أية عقبات في هذا الصدد وحل جميع المشكلات الإجرائية والفنية التي تفوق تدفق التجارة بين أسواق المملكة وأسواق الدول المضيفة.
هذه حقيقه أكدتها نتائج الرحلة المباركة بأن تحرير التجارة بين دول الحوار السعودي والدول المضيفة خطوة مهمة من أجل قيام تكتل اقتصادى شامل يواكب ماحققته التكتلات الإقليمية والدوليه التى نشاهدها ونسمع عنها مثل تكتل أمريكا الشماليه والانضمام للتكتلات الآسيوية والتى من أهمها رابطه جنوب شرق أسيا(الأسيان) التى تضم أغلب الدول الآسيوية أعضاء منتدى (الأسيك) .
فالرحلة وهى تسير فى فضائها الرحب فى ربوع الدول المصنعة مثل ماليزيا واندونيسيا وغيرها نشرت روحآ عاليه لمواجهة المتغيرات الدولية والإقليمية المتلاحقة والسريعة والكاسحة تتولد منها تيارات اقليمية عديدة قد تكون متنافسة وقد تكون متضاربه ولكن لابد للحكومات من مواجهتها والتعامل معها.
لذلك جاءت الرحله لتؤكد الدور السعودى فهو مهم فى حد ذاته فى ضوء التحولات الاقليميه والعالمية وفى ضوء رؤية (2030) وهى مهمة لمواجهة المملكة للتحديات الدولية التى تعد حاكمة بالنسبة لكثير من التطورات.
اذن فدور المملكة واقع موضوعى ويستند الى معطيات تاريخيه وجغرافيه وثروات طبيعيه ومؤثره أهمها : التراث الاسلامى باحتضانها لأقدس البقاع على وجه الأرض-المسجد الحرام والمسجد النبوى الشريف كما أنها شاركت فى انشاء الجامعة العربيه عام (1945) ومشاركتها أيضا فى وضع ميثاق المم المتحدة فى عام (1945) .
ولعل ذلك ما شجعنى على القول إن الرحلة ختامها تحرير التجارة الداعية الى إزالة الحواجز الزمانية والمكانية ليؤكد أنه لا صوت يعلو علي صوت التكتل الاقتصادي بين المملكة والدول المضيفة الذي تحلم به شعوبها وتحتاج الى جهود مشتركه مكثفة لتسير بسرعه كبيره على جميع الأصعده لازالة كل العقبات.
لذلك أكدت الرحلة أنه لا مفر من التعاون في إطار التكتلات الدولية وعولمة الاقتصاد,, وتأكيد أن التعاون الاقتصادي هو لمصلحة تقدم الشعوب وتطورها, بل أنها ضرورة قومية. أليس ذلك منطقياً؟.
التصنيف: