دعوهم يلعبوا
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]د. موزة المالكي [/COLOR][/ALIGN]
كان لي شرف المشاركة في ملتقى رياض الأطفال الأول بعنوان \”بيئات رياض الأطفال المحفّزة على التعليم الذاتي وتنمية الإبداع\” تحت شعار (تنمية.. إبداع)، والذي عُقد مؤخرا في مملكة البحرين، ونظّمته الجامعة العربية المفتوحة بمشاركة وزارة التربية والتعليم البحرينية، وبدعم من (تمكين البحرينية)، وقد استقبل نخبة من المتخصّصين في مجال رياض الأطفال على الصعيدين المحلي والإقليمي، عرضوا تجارب محلية وإقليمية ودولية، وكان هناك معرض مصاحب للملتقى شارك فيه إضافة إلى رياض الأطفال مجموعة من الجمعيات والشركات والمؤسسات ذات الصلة بموضوع الملتقى، وهو الأول من نوعه في مملكة البحرين لتركيزه الضوء على شريحة رياض الأطفال، وهي الركيزة الأساسية الأولى في البناء التربوي والتعليمي للطفل. وقدّمت ورقة عمل في اليوم الأول بعنوان \” أهمية اللعب بالرمل في رياض الأطفال\”، وفي اليوم الثاني قدّمت ورشة عمل لعدد من مديرات رياض الأطفال في مملكة البحرين، وكان الإقبال كبيرًا على الورشة والحمد لله.
يُساهم اللعب بالرمل – لاسيما خارج الفصول وفي الهواء الطلق – في تعليم الطفل المهارات الاجتماعيّة، فعن طريقه، ومن خلاله، يُقلّد الطفل عالم الكبار، ويتماثل معهم كخطوة أولى للاندماج في بيئته المجتمعيّة، الأمر الذي يجعل تنمية المهارات الاجتماعيّة لدى الطفل مسألة على قدر كبير من الخطورة والأهميّة، وتتطلب رؤية تربويّة واضحة، وفق استراتيجية متطوّرة تحمل في توجّهاتها برامج وأنشطة تخدم هذا الغرض وتُنمّيه.
واللعب بالرمل أحد أنواع ألعاب الطُفولة المبكرة، ويحتل مركزًا بارزًا في هذا المجال، يتعلّم فيه الطفل كيف يتعايش مع الآخرين، يُعاونهم ويُشاركهم في لعبهم، فتنمو لديه مجموعة من المهارات الاجتماعيّة، تُسهم بشكل مباشر في بناء شخصيّة الطفل، وتُعدّه لخوض غمار الحياة الاجتماعيّة في المستقبل.
وللعب مكانة مهمّة في دنيا الأطفال إذ لا يُميّز الطفل بين العمل واللعب، فاللعب عنده هو العمل، كما أنّ العمل هو اللعب، فهو طريقته لفهم عالم الكبار وقوانين السلوك، وهو نشاط مهم بالنسبة إليه، لا يستطيع دونه فهم خبراته الخاصّة وعالمه الذي يعيش فيه، أو التفاعل مع الآخرين، كما يُساعد اللعب في تعلّم التوقعات والأدوار الاجتماعية وضبط الانفعالات والتنفيس عن كثير من المخاوف والقلق.
إن للاهتمام برياض الأطفال عائدًا كبيرًا على المجتمع، فالأطفال شباب الغد، وهم الثروة الحقيقية لأي مجتمع يُريد التقدّم والنمو، وقد صرّحت وكيلة الوزارة الدكتورة وداد الموسوي وأكّد الأستاذ جاسم بونوفل رئيس التطوير والدعم الفني بإدارة رياض الأطفال في ورقته التي عرضها أن الوزارة سوف تقوم بافتتاح خمس رياض للأطفال مع بداية العام المقبل، وستقوم برقابة جادّة على الرياض الموجودة لاختيار الأفضل وليكون البقاء للأقوى، وهذا هو بيت القصيد، فلا يجوز الاستهانة بهذه المرحلة الحرجة أبدًا، ومن الضروري جدًّا أن يتم اختيار أفضل الكوادر التعليمية المؤهّلة، وأن نحرص على التدريب المستمر لهم، وأن تُوفر لهم كل الإمكانات اللازمة، ليكونوا على أعلى مستوى، فالأطفال الصغار أمانة في أعناقنا جميعًا، ولا بدّ من حفظ هذه الأمانة، فنحن مسؤولون أمام الله عنهم.
وكم أنا سعيدة بأني سأعود محمّلة بمجموعة من اختبارات الذكاء، وبطاريات لتقوية الذاكرة والذكاء والكثير من القدرات لدى الأطفال وبالأخص الأطفال الذين يُعانون من فرط الحركة، وأطفال التوحّد وغيره من الاضطرابات النفسية والوجدانية التي تعوق نموّهم والتي سأحتاج إليها للمركز قبيل افتتاحه في الأيام المقبل إن شاء الله.
التصنيف: