داعش هي المفردة الأكثر تعبيراً عن الوحشية البشرية التي فاتت داروين الذي كان بسببها سيعتبر أن أصل الإنسان وحش وليس قرداً كما يدعي، الداعشي الفكر هو إنسان خلقه الله ولكنه تخلق بأخلاق الشياطين، هؤلاء البشر الذين ينتمون لهذه المفردة المقززة لديهم مرجعيتين، أحدهما سياسية استخباراتية تعمل لتحقيق مصالح دولية والآخرى عقائدية تشرعن الفعل الفج ليعجب الجهال فيتصوروه أحد أدوات الوصول لجنة رب العالمين الذي عرف لنا الصراط المستقيم وأمرنا بأن نتبعه ولا نتبع السبل التي سوف تفرقنا عن سبيله وختمها سبحانه وتعالى بتوصية :”ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون” فتجدهم يتبعون وصايا سادتهم وكبرائهم ويخالفون وصية خالقهم!؟ ويظنون أنهم مصلحون.
إذا كنت تصدق بأن الخالق سبحانه الذي خاطب رسوله محمد عليه الصلاة والسلام بقوله تعالى:” وما أرسلناك إلا رحمةً للعالمين” وأداة الشرط إلا حصرت الرحمة كهدف للرسالة ثم تقبل أو تؤيد أن تُقطع الأعناق بالهوية وتُحرق الأجساد بالتبعية فأنت داعشي الفكر، كذلك إن صدقت بأن الرسول الكريم الذي يقول “إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق” يقبل بأن ينسب هذا التصرف له بأبي هو وأمي، فأنت قطعاً داعشي الهوى والهوية.
الفكر الداعشي يبحث عن كلمة أو جملة قالها إنسان في وقت من الزمان بعد أن اختلطت كل الألوان وأعوج اللسان ليستخدمها لمعاقبة إنسان لمجرد كلمات نطق بها اللسان، وهذا قطعاً فعل مضاد لما توضحه الآيات البينات في محكم التنزيل التي تأمر بالعدل والإحسان، العفو والإتاء والإقساط حتى لأهل الكتاب وتنهى عن البغي واستمرار العداوة، بل وزفت البشرى للعافين عن الناس والكاظمين الغيظ، وفي كل الأحوال لم يطلب الخالق من الإنسان دفع الناس للجنة أو إبعادهم عن النار بالقوة.
الفكر الداعشي يسئ للإسلام والمسلمين وهما براء منه، ولكن ما يخيفني أن أبناءنا نقول لهم هذا دين الله الذي جاء به رسول الرحمة وفي نفس الوقت يشاهدون فعل داعش ويقال لهم أنها تستند على أقوال شرعية فيفهم أن مصدرها نفس الدين ونفس الرسول!؟ شباب اليوم لا يقبلون هذا التضارب الفكري وفي ظل فقدان حرية الحوار فيما هو مُختلف عليه من الفقه سوف تكون النتيجة موزعة إلى ثلاث شرائح إلا من رحم ربي، الأولى ملحدة ولكن في الخفاء والثانية قد تجد النصرانية أقرب للتقوى أو تصبح بلا دين والثالثة سوف تفتخر بداعشيتها ظناً منها أنها على حق لأنهم لم يجدوا من يُكذب مرجعية داعش الشرعية، يفندها وينسفها صراحةً لتسبين الرؤية وليس من وراء حجاب.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *