خلف كل قدر قدر يمهد الطريق لمكان أخر
الإيمان بالقضاء والقدر قد يتطلب بعض المجاهدة للنفس ، خاصة أن الإنسان بطبعه يتمسك كثيراً بما مُنع عنه
فهو لا يقتنع بالحكمة الإلهية فى الأمر إلا بعد أن يفوت الكثير من الوقت ، وقت إنكشاف الحقائق ، التفاصيل المخفية ، ولكن بين رحلة الإكتشاف ورحلة العودة للصواب يمر الإنسان بمراحل كثيرة
مراحل حزن وألم وإعتصار للقلب والنفس على ما خرج من بين يديها بلا عودة ، ولكن خلف كل قدر هناك قدر أخر يمهد طريقنا فى الحياة إلى مكان أخر
مكان مناسب لنا ، من الأساس صُنع خصيصاً من أجل أن نعيش كل تفاصيله ، تواجدنا بالأماكن الخاطئة من البداية هو ما أوصلنا لتلك المرحلة
وبما إن الإنسان بطبعه مُخالف للقدر ، متمسك بما يتمناه ، نجده لا يتقبل بسهولة القدر الأخر ويتفاجأ بالنهاية بنهاية أخرى عكس كل التوقعات
لا أحد يدرى ماذا تخبئ لنا الأيام بين طياتها ولكن الرضى بما كتب الله حتى وإن كان به بعض التفاصيل التى لا نرغب فى أن نعيشها قد تكون خيراً لنا من تفاصيل لطالما تمنيناها لكنها بالنهاية طريق مسدود تملؤه الأشواك والصعاب
نظل نخطط فى الحياة ونسعى ونجتهد ثم يتحول كل شيئ إلى إتجاه أخر ، على سبيل المثال لا الحصر الأمومة ، كم من إمرأة تمنت لو أنها تنجب أطفالاً يسعد فؤادها بهم
ولكن كان للقدر طريق أخر ، طريق صعب تمضى به وحيدة ، لكن لماذا لم نسأل أنفسنا يوم عن السر فى ذلك ؟ ؟
قال تعالى ﴿لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاء يَهَبُ لِمَنْ يَشَاء إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَن يَشَاء الذُّكُورَ * أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَن يَشَاء عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ﴾ وهنا يتوقف كل المعترضين على القدر
ليتحدثوا عن أسباب حرمان هذه من الأمومة أو هذا من أن يصبح أب ولكن على الجانب الأخر إن نظرنا لوجدنا أن الله عز وجل قال فى كتابه العزيز أيضاً ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ(14) ﴾ مما يعنى أن الله قد يكون منع عن أحد شيئ لطالما تمناه لكنه رحمةٍ بحاله
لأن الله جل وعلى خص لنفسه الإطلاع على علم الغيب لذلك يجب أن يرضى الإنسان بكل شيئ حتى وإن كان قدر يأخذه لقدرٍ أخر
قال تعالى {وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ}
التصنيف: